طنطاوي على خطى عبد الناصر
كتب الشيخ صلاح الخالدي في موقع البوصلة الإخباري قبل فترة مقالاً بعنوان "طنطاوي على خطى عبد الناصر" توقع فيها انقلاباً وخطورةً من المجلس !!
هذا هو المقال :
طنطاوي على خطى عبد الناصر ..
التاريخ:2/4/2012
د.صلاح الخالدي
تحمل الأخبار القادمة من أرض الكنانة _مصر_ إشارات خطيرة، وهي قرب "الصدام" بين القوة الشعبية الأولى في مصر "الإخوان المسلمين" والمجلس العسكري الحاكم فعلاً برئاسة رجل مبارك المشير محمد حسين طنطاوي.
الشعب المصري يريد الإخوان المسلمين، ولذلك نجحوا بالأغلبية في مجلس الشعب ومجلس الشورى، ولما نجح الإخوان بهذه النسبة الكبيرة في المجلسين وضعت يدي على قلبي خائفاً على الإخوان وعلى مستقبل عملهم الدعوي لأن الأعداء لا يحبون فوز الإخوان، ولأن فوزهم يزيد من المؤامرات ضدهم، وعلينا أن نتذكر نتائج الفوز الكاسح لجبهة الإنقاذ في الجزائر، والفوز الكاسح لحماس في انتخابات فلسطين.
مساكين هؤلاء الإسلاميين الدعاة، مهما فعلوا فلن يكف عنهم الأعداء الأذى، إذا فشلوا في الإنتخابات دقت طبول الفرح تعلن فشل وانحسار الإسلاميين، وإن فازوا دقت طبول التهديد والوعيد والتآمر والكيد، ولم تنفع رسائل التطمينات التي يصدرها قادة الإسلاميين الفائزين.
كنت أتابع أخبار مصر باستمرار منذ بداية الثورة المباركة قبل أكثر من عام، ولم "أرتح" لموقف المجلس العسكري منذ دوره في الإحاطة بمبارك، ولم أحسن الظن به، بل كنت دائماً أضع يدي على قلبي، من باب الحذر والاحتياط، وتوقع أسوأ الاحتمالات، لأن الإسلام علمني الحذر، وأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أُلدغ من جحر واحد مرتين.
منذ أن أعلن المجلس العسكري بقيادة طنطاوي انحيازه للثورة، وسكوته عن نشاط الإخوان المسلمين الكبير وأنا أستحضر في ذهني مأساة عبد الناصر عام 1954م، وأتوقع أسوء الاحتمالات، وأكاد أرى الصدام قادماً وحتمياً بين العسكر والإخوان، وتكرار مأساة 1954 بين عبد الناصر والإخوان.
والذنب ليس ذنب الإخوان، فقد حصدوا ثمرات المحنة المتواصلة التي مرت بهم زمن عبد الناصر والسادات ومبارك، ونالوا نتائج صبرهم واحتسابهم وثباتهم وصدقهم ونشاطهم، وكان للإخوان دور كبير في ثورة الشعب عام 2011م، وفي حماية الثورة وتنظيمها وترتيبها وحمايتها، وجنرالات المجلس العسكري يعلمون ذلك، ولذلك لم يتدخلوا في صناديق الاقتراع، لأن أمريكا أمرتهم أن تكون انتخابات نزيهة، ليعرفوا مدى قوة الإخوان المسلمين، ليعرفوا كيف يتآمرون عليهم كما حصل مع انتخابات الأردن عام 89، وانتخابات فلسطين عام 2006م.
نال الإخوان ثقة الشعب، لكنهم كذلك نالوا حقد وكيد وتآمر المجلس العسكري الذي سعى ضدهم.
وتحمل الأخبار القادمة من مصر نذر الصدام بين العسكر والإخوان، فقد اضطر الإخوان قبل أيام إلى إصدار بيان أمام ضغط المجلس العسكري عليهم يحذرون فيه من نية المجلس العسكري تزوير الانتخابات الرئاسية القادمة وإعلان عدم دستورية مجلس الشعب وحله، وغضب المجلس من بيان الإخوان حيث أصدر بعده بساعات بياناً من التهديد والوعيد ما فيه، ودق فيه أجراس الإنذار ضد الإخوان حيث طلب منهم أن يعوا دروس التاريخ، وعدم تكرار أخطاء الماضي التي لا يريد المجلس العسكري إعادتها _ على حد زعمه_ ويقصد المجلس مذبحة الإخوان في سجون عبد الناصر عام 54 وعام 65.
وقد وضع البيانان الصادران علاقة الإخوان والعسكر على حافة الهاوية، فهل تنتهي العلاقات بالصدام، وإذا وقع الصدام فكم ستكون خسارة الإخوان، وكم ستكون خسارة الشعب المصري المسلم الذي وثق بالإخوان ووضع أمله فيهم.
هل التاريخ يعيد نفسه؟ وهل المشير الطنطاوي يسير على خطى البكباشي جمال عبد الناصر؟
كان للإخوان دور مباشر في نجاح الثورة عام 1952م، وكان عبد الناصر مع الإخوان _ أو كان يضحك عليهم_ بتعبير أدق_ وأراد عبد الناصر الدكتاتوري أن يستبد بالحكم فوقف الإخوان أمامه وقالوا له: لا، واتق الله، وكان الشعب مع الإخوان، وقاد الإخوان المظاهرات السلمية ضد استبداد العسكر، ونجح عبد الناصر في مكائده ومؤامراته وإقصاء المسكين محمد نجيب، ثم دبر المؤامرات الشيطانية بعد سنتين من الثورة، واتهم الإخوان في نهاية عام 1954م، بتدبير مؤامرة لاغتياله في مسرحية حادث المنشية في الاسكندرية، وكان للمخابرات الأمريكية دور مباشر في ترتيب أحداث تلك المسرحية، وبطش عبد الناصر بالإخوان، ونجح في ترتيب المحنة ضدهم، التي أعادها عام 1965م.
ولدى المقارنة بين دو ر الإخوان في ثورة عام 1952 وعام 2011، نجد كثيراً من نقاط التشابه، ولدي المقارنة بين ترتيبات المشير طنطاوي ومؤامرات جمال عبد الناصر نجد كثيراً من نقاط التشابه.
أعتقد أن طنطاوي يسير على خطى عبد الناصر، وأنه يوجه الأحداث للصدام المباشر مع الإخوان كما وجهها عبد الناصر، وأعتقد جازماً أن طنطاوي ومن حوله من الجنرالات يعدون العدة _ بالتنسيق مع الأمريكان _ للبطش بالإخوان. وأكاد أرى مأساة الإخوان عام 1954م، ستتكرر عام 2012م أو 2013م، وأسأل الله أن يطلف بالإخوان الذين يدفعون ثمن نجاحهم وفوزهم وصدقهم وبالشعب الذي وثق بهم!
هل هذا هو قدر الإخوان المسلمين؟ يخرجون من محنة إلى محنة، ويعدون العدة للثورة فإذا نجحت ثورتهم كانوا أول ضحاياها! وهل الزمان ليس زمانهم؟ وهل زمانهم لم يأتِ؟ وأنه لا مجال للحكم في عصر يحكم فيه العالم اليهود والأمريكان؟
تابعوا وراقبوا بوعي وذكاء وبصيرة !!
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة