في حمص فقط النساء هنّ من يُلحدن بناتهن! (كلمات عن الشهيدة راما برغوت)
عندما دخلتُ مقبرة الشهداء في تل النصر مع أختها لم يكن معنا سوى رجلين تطوّعا بالذهاب معنا لدفن شابتنا وحبيبتنا (راما برغوت).
راما لم يستطع والدها وأخوها أن يودّعاها..
لم يستطع والدها ان ينظر اليها ويرى ابتسامتها المشرقة وهي تودع هذه الدنيا ودمها مازال ينزف
لم يستطع ان يقول لها (الله يرضى عليكي يابنتي ويرزقك الجنة)..
اكتفى بهاتف يكلم به أختها يوصيها براما كي تحسن تغسيلها ودفنها ولحدها وتطمئن عليها في مثواها الاخير..
فهو مازال تحت القصف في جورة الشياح ينتظر فَرَجًا من الله لخروجه..
هاهو قبر راما ينتظرها... تقدمو أيها الاموات ...وانظرو معي إلى هذا القادم إليكم من زمن ارتوى بدماء شهدائنا.. وقطعت فيه أحلى ثمرات هذا العصر وأروعها..
قبور كثيرة في مقبرة الشهداء مفتوحة تنتظر من أكرمهم الله واصطفاهم....تنتظر من سيسطر التاريخ أسماءهم... تنتظر أولئك المرابطين في حمص..
هاهما الرجلان قد حملاها من طرف الكفن وحملتُها وأُختها من وسطها أنزلناها... قبرها... قبرًا واسعًا منورًا..
ثم تقدمت ونزلت معها إلى قبرها ودموعي تنسكب فوق كفنها..
أين أخوها ليلحدها؟...اين أبوها ليلقّنها؟...أين محارمها؟
إلى أين وصلنا في هذا الزمان؟ إلى اين وصلنا في حمص؟..
لا يوجد محرم واحد يلحد راما؟!!
لا بأس... فككتُ لها ما رُبطت به عند رأسها وعند رجليها وعند وسطها... ثم كشفتُ عن وجهها
والله إنه بدر... إنه قمر... نظرتُ إليها وهي تبتسم فقلت لها: ياراما! اسألك بالذي جعلني معك في قبرك في هذه الساعة أن تتشفعي لي يوم القيامة!!
يا راما اذا جاءك الملكان يسألانك من ربك؟ وما دينك؟ ومن هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فقولي بكل قوة ...
أنا ابنة حمص.. المرابطة في سبيل الله!!
ربي هو الله.. الذي صمدنا.. وقاتلنا.. ورابطنا لإعلاء كلمته.
ديني الإسلام الذي حاربَنا العالم من أجله..
وسيدي ونبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرجو أن يكرمني الله بلقائه وبقربه.
هناك رقدت راما مع الشهداء..
لبّت نداء ربها.. وحنين الجنة إليها..
وبذلك لقيت ربّها طائعة.. مرابطة..
وأرجو من الله أن يكون قد سقاها من ماء السلسبيل فارتوت..
وإنا على دربك يا راما لسائرون!.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة