لا تتعبوا أنفسكم.. لقد أغلقنا التلفاز منذ زمن
في حمص لم يعد هناك إلا صوت المدافع وراجمات الصواريخ, ولا يتفرج من بقي فيها إلا على مشاهد الدمار, ولا يحبون أن يسمعوا إلا أخبار بطولات جيشهم الحر الصامد هناك والذي يبلي فيها حسناً .
في دير الزور هم مشغولون بقتل من بقي في محافظتهم من الشبيحة والأمن والمخبرين الذين تلطخت أيديهم بدماء الشباب الأحرار, ومشغولون أيضاً بحساب عدد المدرعات والدبابات التي غنموها أو دمروها هناك .
وفي حماة تشغلهم البطولات وثأرهم القديم الجديد ويخططون له جيداً, ويشاهدون في خيالاتهم صوراً عذبة للطريقة التي سيقتلون بها بشار وعصابته وشبيحته.
في حلب وفي ريفها الشمالي يحصون الطائرات التي تتساقط بنيران جيشهم الحر ويقدمون طعاماً لوحوش منطقتهم من لحوم الشبيحة المشوية بنيران قذائفهم والمطهوة في دبابات تمنع نفوذ النيران وتشوي من فيها بشكل متقن.
في اللاذقية يحلمون على وقع القذائف في أريافها الساحرة ومدينتها الجميلة بذلك اليوم الذي تتخلص فيه المدينة وأريافها من دنس الشبيحة وعائلة الأسد النجسة.
في بانياس وطرطوس أيضاً يثور الأحرار وينتظرون النصر ويشاهدونه بأعين قلوبهم البيضاء وهم سعداء سعداء حقاً.
في درعا تذهلهم بطولات الشباب الأحرار, وقوة القلوب التي يمتلكونها, وهم مشغولون كذلك بمغازلة السلاح عن مشاهدة التلفاز.
في إدلب الخضراء المحررة يحتفلون بانتصاراتهم الرائعة على وقع الصواريخ وهدير المروحيات، وهم يتحينون الفرصة لإسقاط المزيد منها.
و في أحياء الشبيحة وقراهم ينشغل الناس أيضاً بشراء بضائع مسروقة من أهل السنة بأسعار زهيدة, ومشغولون بتحقيق أحلامهم في بناء بيوت جديدة قبل أن يغادروا البلاد نحو إيران أو نحو جهنم على أيدي أبطال الجيش الحر.
وفي أرياف الشام يجمعون الغنائم ويحصون الطائرات المدمرة كذلك والدبابات والمدرعات وجثث الشبيحة ولا يقربون التلفاز.
وفي مدينتها يتظاهر الأحرار, ويخطط الجيش الحر لليوم الموعود الذي سيعلقون فيه الخبثاء على أعواد المشانق في ساحة المرجة.
كلنا مشغولون بانتصارات الجيش الحر, وتشغلنا المظاهرات الجميلة وصور النصر عن لقاءات ومؤتمرات واجتماعات المعارضة بكافة أطيافها, وعن مجلس الأمن والدول الصديقة والمعادية أيضاً.
نحن ماضون ولا نلتفت إليكم ونعلم أن الله ناصرنا لا محالة؛ فلا تتعبوا أنفسكم وتنفقوا نقودكم العزيزة في أعمال لم نعد نهتم لها هنا في الداخل, ولن تؤثر على قرارنا بأن قياداتنا القادمة هم من (حمل السلاح ومن حمل الراية).
أما إن أحببتم الظهور الإعلامي على الشاشات, والجلوس في الفنادق الفخمة, وأن تحلموا بالحكم والجلوس على الكراسي, فهذا شأنكم و نتمنى لكم دوام الشهرة و المتعة.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن