قراءة ماتعة وجديدة لسورة الإخلاص
في منعطف ما، بين الشفع والوتر، تقابلك فجأة "قل هو الله أحد"..
تصدمك..
تكاد تعتقد أنك تسمعها للمرة الأولى.
تأخذك من تلابيبك، تقول لك: هذه هي الحقيقة الوحيدة. هذه هي الحقيقة الوحيدة التي تبقى، كل الحقائق الباقية مجرد تفاصيل، مجرد حقائق صغيرة ضمن هذه الحقيقة الواحدة الوحيدة. الحقيقة الوحيدة الساطعة الحاسمة وسط ظلمة الظلال والتردد...
في منعطف ما، بين الشفع والوتر، وأنت على وشك أن تتأهب للرحيل، لأن تغلق ملف الليلة، تأتيك سورة الاخلاص، تقول لك، مهما عملت، المحكّ الحقيقي في الاخلاص.. فإياك أن تعتقد شيئًا آخر..
...في منعطف ما، وأنت على وشك أن تدعوه، وقد حملت قائمة همومك ومشاكلك ومتطلباتك، تأتيك السورة لتذكرك بالمتطلب الأول منك،... بما يجب أن يكون همك الحقيقي كل يوم..
بين الشفع والوتر، تذكرك السورة بمعني الصمود الذي يمكنك أن تستمده منه في كل خطوة في خطوات يومك..
تذكرك بنفسك.. بذاكرتك المثقوبة.. ألم تكن هذه أول ما حفظت في حياتك؟ فهل حفظت حقًا؟ هل حافظت؟..
أليست هي أكثر سورة "تستخدمها" في صلاتك؟ لا لشيء إلا لأنها قصيرة!.. فهل استخدمتها في حياتك.
هل استخدمت نفسك حسب ما تقول لك هذه السورة..
تذكّرك بذلك الطفل الذي كنته والذي حفظ السورة. كان أفضل منك. لقد أدى ما طُلب منه...
لكن السورة، تطلب منك المزيد....
بين الشفع والوتر، في منعطف ما بين ثنايا روحك..
تقابلك "قل هو الله أحد"..
وستكتشف، أنها أحق بدموعك، من كل آيات الحساب التي ذرفت دموعك فيها..
البعض منا يكررها في الصلاة.
البعض منا يكررها كجزء من أذكار الصباح والمساء.
البعض منا يفهمها حق فهمها.. يمكنه أن يقدم رسالة الماجستير في فهمها..
البعض سيستغرب من كل ما قيل: ما هذه المبالغات؟.. إنها مجرد سورة تقول: إن الله ليس له أب ولا ولد..!
لكن البعض.. سيتجاوز ذلك كله..
سيموت، مع سبق الإصرار والترصد، من أجلها..
بالضبط، سيموت، لكي يتمكن الآخرون، أن يحيوا من أجلها..."إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة