إجازة في الإعلام من جامعة بيروت العربية...دبلوم في الإدارة... مديرة تحرير مجلة منبر الداعيات... مشرفة على قسم الطالبات في جمعية المنتدى الطلابي المنبثقة عن جمعية الاتحاد الإسلامي... عضو إدارة القسم النسائي في جمعية الاتحاد الإسلامي... المسؤولة الإعلامية لتجمع اللجان والجمعيات النسائية اللبنانية للدفاع عن الأسرة ممثلة جمعية الاتحاد الإسلامي.
من السجون إلى القصور
عندما سُئل رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان في أحد المؤتمرات: كيف جعلتَ تركيا تصل للدرجة الـ 9 من بين أغنى دول العالم بعدما كانت 111 قبل تولّيكَ السلطة؟ أجاب باختصار: لا أسرق!! (صحيفة المدا الإلكترونية).
إجابة تلخص منهج الإسلاميين في سياسة البلاد عندما يتوَلَّون حكمها: نظافة الكف، وترفّع عن الدنيا؛ منهجٌ مستقى من كتاب الله وسُنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم وما كان عليه الخلفاء الراشدين... وهو ما لا يروق للذين يريدون أن يتسلقوا على ظهور شعوبهم فيتخذون من السرقة والنهب وفرض الخوات واقتطاع الأراضي... سُلَماً سريعاً لتحقيق الثراء الفاحش.
أردوغان الذي خرج من رَحِم مشروعٍ حضاريّ هو المشروع الإسلامي لم يمَكّن له إلا بعد أن عاش تجربة السجن ظلماً «بسبب شِعْرٍ ألقاه في أحد خطاباته السياسية اعتبرَتْه المحكمة تحريضاً على قلب النظام العلماني وإثارة مشاعر الحقد الديني بين أفراد الشعب، قال فيه: المآذنُ حِرابنا، والقِباب خُوَذُنا، والمساجدُ حصونُنا، والمصلّون جنودُنا» (موقع مفكرة الإسلام).
ومثله د. محمد مرسي ابن الحركة الإسلامية الذي سار على سَنن سيدنا يوسُف عليه السلام عندما جاءه رسول الملك وقال: (ارجعْ إلى ربّكَ فاسألْه ما بالُ النسوةِ اللاّتي قطّعنَ أيديَهنّ إنّ ربّي بكيدِهنّ عليم)... وسجين مثل نبيّ الله يوسُف عليه السلام قضى زهرة شبابه في السجن ظلماً كان من المتوقّع أن يهلِّل لعفو الملك، إلا أنه أبى حتى يُظهرالله الحق فيخرج معززاً مكرّماً... فكذلك أبى د. مرسي الهروب من السجن أثناء الانفلات الأمني؛ حيث «اعتُقل صباح يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011م أثناء الثورة ضمن عدد كبير من قيادات الإخوان لمنعهم من المشاركة في جمعة الغضب، وبعد فتح السجون وهروب المساجين، رفض مرسي ترك السجن، واتصل بالقنوات الفضائية ووكالات الأنباء يطالب الجهات القضائية بالانتقال لمقرِّ السجن والتحقق من موقفهم القانوني وأسباب اعتقالهم، قبل أن يغادر السجن؛ لعدم وصول أي جهة قضائية إليهم» (موقع قصة الإسلام).
كان يوسُف عليه السلام صاحب مشروع ربّاني يتمثل في هداية أهل مصر ووَصْل قلوبهم بخالقهم جلّ وعَلا بعدما أفسدتها العقائد الوثنية... وهذه المهمة لا يصلح لها إلا الذين صهرت نفوسهم الابتلاءات وأهّلتها لمرحلة التمكين: (وكذلك مكّنّا ليوسُفَ في الأرضِ يتبوّأُ منها حيث يشاء، نُصيبُ برحمتِنا مَن نشاء ولا نُضيعُ أجرَ المحسنين).
ولقد مَنّ الله على رسوله موسى عليه السلام ومعه بنو إسرائيل بعد أن زلزلهم الطغيان فصبروا وثبتوا وتحدَّوْا فرعونَ عصرِهِم: (ونريدُ أن نَمُنَّ على الذين استُضعفوا في الأرضِ فنجعلَهم أئمةً ونجعلَهم الوارثين * ونمكِّنَ لهم في الأرضِ ونَريَ فرعونَ وهامانَ وجنودَهما منهم ما كانوا يَحذَرون).
ولم يؤذَن لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ببناء دولة الإسلام إلا بعد سنوات من العذاب احتملتها العُصبة المؤمنة في مكة لتُرسي دعائم الإيمان في العقول والقلوب قبل إقامة الدولة على الأرض.
وكذلك هي سُنّة الله في الذين آمنوا: ابتلاء ثم تمحيص ثم تمكين... فالجبال الراسيات لا تحملها إلا الأرض القوية الصلبة.
والآن بعد تاريخ من الصراع الطويل المرير الذي خاضه الإسلاميون في مصر - ولا يزالون - يمكّن الله لهم، ليثلج قلوب المؤمنين ويقصم ظهور المجرمين...
مع أملنا باكتمال التجارب الإسلامية التي حققت وتحقق بفضل الله الخير الكثير رغم الدَّخَن الذي يغشاها هنا أو هناك.
إنها التحولات التي لا يدرك كُنْهَ حكمتِها إلا مَن فَقِه سننَ الله تعالى في الذين طَغَوا وتجبروا وأكثروا في الأرض الفساد: (الذين طغَوْا في البلاد * فأكثروا فيها الفساد * فصَبَّ عليهم ربُّكَ سَوْطَ عذاب * إنَّ ربَّكَ لَبِالمِرصاد)...
فمن كان يتوقّع أن تؤول الأمور إلى ما آلت إليه في جميع البلدان التي أطاحت برؤسائها؟ حتى المخلوعون أنفسهم الذين كان الواحد منهم يتعامل مع شعبه على أنه القائد الفرد الملهَم الذي يعرف كل شيء عن أي شيء... لم يتمكّنوا بـ «ذكاءاتهم المفرطة» و«حواسّهم العاشرة» أن يتوقعوا ذلك المصير المشؤوم... فرئيس مصر المخلوع لم يكن يظن حتى في كوابيسه أن يرى "إخوانيّاً" يُنصّب رئيساً وهو قابعٌ في سجنه يَرقب بداية عصر جديد لا مكان له فيه...
والذي يتابع كيف تعاطى العلمانيون مع فوز د. مرسي - الذي أصابهم في مقتل - ومع زوجته الأخت الفاضلة أم أحمد التي رفضت لقب سيدة مصر الأولى وقالت: أنا خادمة مصر الأولى... يقف على حجم الجنون الذي يتخبّطون به والغيظ الذي يفتّت أكبادهم... إذ كل المحاولات المتركزة حول فصل الدين عن السياسة باءت بالفشل... وكل المؤامرات الكيدية، وخلايا العمل الداخلية والخارجية لعرقلة وصول «إسلامي» إلى الرئاسة لم تُفلح، حيث جابههم قدر الله الغالب... ومَن له طاقة بقَدره سبحانه؟ فقد مكروا مكرهم... والله مكَر للمسلمين ومنحهم الفوز في هذه الجولة من جولات الصراع.
د. مرسي الحافظ لكتاب الله بدأ أول عهده بالرئاسة بداية مشرقة تُرجعنا إلى ذلك العهد الذي كان فيه الخليفة يتفقد أحوال رعيته ليس بينه وبينهم حُجُب... وتُؤمِّلنا - وأملنا بالله لا ينقضي - بشهود عصر جديد تكون فيه بداية النهاية للكيان اليهودي الغاصب...
نسأل الله له السداد والبِطانة الصالحة التي تُعينه على القيام بالمهام الجسام وعلى تخطي العقبات التي وُضعت في طريقه قبل أن يبدأ.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة