بانتظار شمس الحرية
اجتمعنا أنا وعدد من الصّديقات في منزلي بعد أسبوعٍ شاقٍّ مثقل بالامتحانات والدّراسة لنرفّه عن أنفسنا. بعد تناول الغداء، جلسنا قبالة التّلفاز نبحث عن فيلم جديد، فإذا بصديقتي رزان تقف عند قناةٍ تعرض بعض الصور والمشاهد المؤلمة في سوريا. فقالت لها إحدى الزميلات: «طلبنا منك أن تضعي لنا فيلماً لا صوراً تبعثُ فينا الكآبة، ألا يكفي ما مرَّ بنا هذا الأسبوع؟!» فردّت عليها رزان: «أليسوا هم مسلمين مثلنا؟ ألا ينبغي لنا أن نعلم ما يجري في بلدانهم من ظلمٍ وطغيان؟ وساندتها نور بقولها: «معك حقٌّ يا رزان. فنحن هنا نستمتع بوقتنا بينما إخواننا في سوريا يتعذّبون؛ أعلم أنّنا لا نستطيع مساعدتهم بشكل كبير، ولكن يجب علينا على الأقل متابعة أخبارهم والدّعاء لهم ليفرّج الله عنهم ما حلَّ بهم من كربٍ وهمّ». ثم وقفت رزان وقالت: «من منكنَّ مستعدّة لمساعدة النازحين من سوريا مادّياً ومعنويّاً؟!!».
في اليوم التالي، انطلقنا برفقة أهلينا إلى إحدى القرى التي نزح إليها بعض الأهالي المنكوبين من سوريا. وجدنا أطفالاً يتامى مشرّدين كانوا قد فقدوا أهاليهم في صمودهم أمام الطغيان، ثم راقبنا سيارات الإسعاف وهي تنقل أعداداً كبيرة من الجرحى من مختلف الأعمار: أطفالاً وشباباً وشيوخاً... لاحظنا كم هي حياتهم صعبة وشاقّة إذ يعيشون حالةً شديدة من الفَقر والألم...
عندما رجعنا من القرية، عقدنا اجتماعاً طارئاً لنبحث عن طرقٍ نساعد فيها هؤلاء المنكوبين، ولكن هذه المرّة بمشاركة أهلنا وجميع زملائنا في المدرسة. كان على الكبار أن يدعموا النازحين مادياً ويجمعوا التبرعات من أصدقائهم في العمل والجامعات وغيرهم. أما نحن، فقد جمعنا ما كنّا قد ادّخرناه من عيديّاتنا ومن مصروفنا، وقمنا بجمع التبرعات من الأصدقاء والأقارب وأرسلناها إلى جمعياتٍ تُعنى بمساعدة النازحين والمنكوبين. ولم ننسَ الدعاء المكثّف لهم ليتبدّد ظلام الطغيان وتشرقُ شمسُ الحرّية والسلام من جديد..
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن