ادرسوا المعادلة!
روائح عفن ونتن وغازات وانبعاثات سامة! احتباس وثقوب وخطر على صحتي ستخنقني وتميتني!
ويقولون، إنهم يجتمعون من أجل صحتي وسلامتي!
مساكين! لو عرفوا أن ما يخنقني ويضر بصحتي وسلامتي هو ما يمارسونه من طغيان وحقد!
لو عرفوا أن حكاما طغاة خونة هم سبب بلائي وإصابتي بالسموم! استعمروني ولم يعمروني، سرقوا خيراتي وثرواتي ونهبوا أموالي، ونسي أحدهم نفسه من يكون، فألّـه نفسه معبودا ليس مع الله بل من دون الله! عذبوا وحرقوا وجوّعوا وشرّدوا!! صادروا الآراء والكلمات والابتسامات وكتموا حتى الأنفاس! ويلكم من الله أيها البشر! أهذه هي الأمانة التي اعتذرتُ عنها والجبال والسموات، وحملتموها؟ أين مسؤولياتكم؟ أين استخلافكم؟ أين قيامكم بواجباتكم نحو شعوبكم ونحو إخوانكم في الدين في كل مكان؟ عاقلون أنتم أم مجانين؟ مستيقظون أم عن الوعي غائبون؟
إلهي لا تعاقبني معهم، فلست راضية وعزتك وجلالك عن طغيانهم، تألمت ربي للناس التي عذبت حتى ماتت في سوريا، ولأطفال يتراكضون يهربون من خوف إلى خوف فبكتهم صخوري! وفجعتُ لمسلمين في بورما، لم يسمع بهم كثيرون إلا مؤخرا.. وأصبت بالضغط فاهتزت تضاريسي وثارت براكيني لما جرى ويجري في الحبيبة فلسطين، وعصفت أعاصيري غضبا من أجل الميتين جوعا أو مرضا أو فقرا، ولجأت إليك ربي أبرأ من عنصرية وظلم في قطع مني موحِّدة!
وعندما ثار الثائرون فرحت وسجدت شكرا لله، وقلت : الحمد لله، أخيرا سينفض المسلمون عنهم الضعف والجهل والذل، وسأباهي بهم عوالم أخرى لطالما استضعفتهم وسخرت منهم، و ستنظف تضاريسي وينقى هوائي، فلا حاجة لاجتماعات من أجل سلامتي أيها المجتمعون.
ويبدو أن الباطل لا يفنى، وأنصاره لا ينتهون، فسموم هنا وحمم هناك، قلبوا الموازين، وزعزعوا ثقة الناس في رئيس عادل نزيه انتخبوه، فأصابني مع المحبين ما أصابني من الخوف والاضطراب على هذا الدين!! ولو أمرتني إلهي أن أسلط عليهم جنودا مددتني بهم، لفعلت! لكن...
لكن.... ما هذا النور الذي يظلل هذه الحشود؟ من هؤلاء الناس؟ أهم المزيد من الحاقدين؟ اللهم سترك، اللهم احفظ هذه القطعة العزيزة مني!
بشر بالملايين؟ ماذا أتوا يفعلون؟ سأستطلع الأمر...
اللهم لك الحمد! إنهم للحق ناصرون، ولشرع الله مؤيدون، ومن أجل دعم رئيسهم محتشدون! ما أحلاه من منظر، وما أروعه من مشهد! موقف مهيب رهيب!
أيتها الكواكب، يا أقمار و يا نجوم، أيتها الشموس.. قوموا انظروا ما يجري على بقعتي العظيمة الجميلة مصر، قوموا انظروا الحق يعلو، قوموا اسمعوا الأمانة والصدق والشفافية، قوموا اشهدوا معي ما لم نر مثله منذ زمن بعيد بعيد..
ما أسعدني بك أيها الرئيس، وشكرا لأنك فهمتني ووضعت يدك على دوائي..
لقد جعلتني أتفاءل مرة أخرى، فتنفست هضابي وارتوت ودياني.. لن أطلب من الله أن يطبق جبالي عليكم، لأنني سأنتظر رئيسا ثانيا وثالثا ورابعا و....مثلك. ساعتها سأصح وأخضرّ، بل وأعدكم أن أتحول جنة خضراء تسركم وتملؤكم حبا ورضى وتمدكم بقوة تنصركم على عدوّي وعدوكم..
أرأيتم أيتها الكواكب؟ إن الأمور تجري لصالح أحبابي، لصالح المظلومين. كنتم تقولون : لا أمل فيهم ولا خير!، لكن الخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم باق إلى قيام الساعة.. ها هي مصر وقبلها ليبيا وعلى طريقهما سوريا.. والدور بعدهم لحبيبتي فلسطين..
نعم : فحكام عادلون لشرع الله مطبقون = شعوبا حرة منتصرة.
أيها المجتمعون من أجلي : لا تتجادلوا كثيرا، ادرسوا المعادلة السابقة.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن