وتتجدَّد الأسطورة...
شمس تكبدت السماء بقرصها اللاهب، وبعثر نور وجودها بإحساس يبعث في القلب الدفء... فما في العالم مَن يُنكر أن الشمس هي مصدر الطاقة...
غير أننا سمعنا في غابر الزمان عن أسطورة تناقلها الأجداد وورّثوها للأحفاد، قد تجدد الحديث عنها في يومنا... خلاصتها أن ذئباً جاع يوماً فما وجد طعاماً غير قرص الشمس فابتلعه جملة واحدة!!! ووضع مكانه قرصاً من نحاس ما يزال يدور في فلك الفضاء!!
أيّ عقل سليم قد يصدِّق هذه الأسطورة؟! أم أي فكر ناقد قد يقبل الرواية من غير دليل لكي تتضح لديه الصورة؟!!
هذا ما انتهى إليه بعض الأتباع في أيامنا هذه؛ فقد صار دينهم كل ما يذاع في وسائل الإعلام المرئية أو المسموعة أو المقروءة، وهو عين الحقيقة، والعلة في ذلك برواية النقل من قولهم: «سمعته في المذياع!» أو قولهم: «شاهدته على المحطة الفلانية!»، هو المصدر الذي تؤخذ منه الروايات وعليه تبنى الحياة ومنه تستنبَط الأحكام...
فإن قال قائل: «وكيف لنا أن نميز الخبيث من الطيب؟! وفي ما نسمع ونرى ما يوهم بالصحة والمصداقية»!
إننا بحاجة إلى ما يقي أفكارنا من تسلل جراثيم الخداع والمكر والمداهنة الوافدة إليها مع الصورة الحية، فبينما يتابعها أحدهم بلهفة وشغَف، إذ بها تخترق إحساسه المرهف لتستقر في عقله من غير مرور على حواجز تفتيش المبادئ الإنسانية والقيم الأخلاقية والتعاليم الربانية، وهنا تتشكل الصورة التي أراد أن يوصلها أولئك المكَرة الذين ما زالوا يخادعون أنفسهم حتى امتزج الكذب في أفكارهم وأصبح حقيقة في أذهانهم...
وها هم يبثّونه بصورة الحقيقة ليستجمعوا حولهم أكبر قدر من المؤيدين والمناصرين لمنهجهم الفاسد والمفسد على السواء...
إننا بحاجة إلى وقاية من تكاثر الفيروسات الفتّاكة بخلايا الفكر التي تدمر كل طيب فيه، وتهدم كل محاولة لفهم الواقع بالصورة الواضحة الصحيحة...
إننا بحاجة إلى بناء حصون تربوية تقوم على المبادئ الإسلامية المتفرعة من المعرفة الصادقة بقول: «لا إله إلا الله»، ترتفع لَبِناتها من القيم الربانية والمعرفة والعلم المستقى من الكون المفتوح ومن الكتاب المقروء..
أن نُربَّى على معرفة أسلوب النقد والتحليل والتفكير السليم قبل القَبول أو الرفض لما نتلقاه من الوسائل المتنوعة من مصادر الأخبار والإعلام، لتصل الصور إلى الأذهان من غير شائبة، فلا تحمل معها الملوِّثات الفكرية التي تُعيق التقدم في البلاد الإسلامية وتُبقي على التخلف الفكري والحضاري...
لسنا بحاجة إلى معرفة الحق من غير مصدرها الأصلي الصادق الذي «لا يأتيه الباطل» أبداً ولا يخترقه أي زيف... فيه أخبار الماضي وذكر أحوال الحاضر وفيه نبوءات الغيب والمستقبل...
إنه الكتاب المنزّل من عند الله، هو الحكَم وفيه فصل الخطاب... هو دواء العلل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية...
فإذا عرفت فالزم، ولا تصدّق الأخبار الأرضية من غير تمحيص أو تفكير، ونقِّها من عوالق الدنيا لتلوذ بالنجاة في الدنيا والآخرة...
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة