نتائج عملية الإفراج عن المختَطفين اللبنانيّين ودرسُها الخطير
يبدو أنّ العصابة الأسديّة في سوريّة أوقعتْ الجهات المُفاوِضة وكذلك الجهة الخاطفة للبنانيّين التسعة في (خديعة!!!!)... وكأنّه بحسب المعلومات لدى وسائل الإعلام إلى هذه اللحظة بات مستبعداً للأسف الشديد وبالغ الأسى إطلاق أخواتنا الحرائر المعتقلات فرّج الله عنهنّ.. وبالتالي إذا انتهى المشهد إلى هنا !! فيكون إيجاز النتائج كما يلي:
1ـ التسعة المحتجزون إذن أُفرج عنهم وعادوا إلى أهاليهم فتحقّق مكسبٌ كبير لهم ونصر سياسي مهمّ لجماعتهم، ولم تُطلق المعتقلات ولا الشيخ البطل اللبناني (عرفان المعربوني) كما وعدتْ الجهة الخاطفة..
2ـ تركيا كسبتْ الإفراج عن طيّارَيْها وتخفّفتْ من عبء المشكلة..
3ـ الجهة الخاطفة تخفّفتْ من ثِقَل عبء الاستمرار باختطافهم بعد التطوّرات العسكريّة الأخيرة في (إعزاز) ولم تُحرز أيّ مكسب لها أو للثورة!! وأثبتتْ باستفادتها من المبلغ القطري المالي الضخم ـ إن استلمتْه فعلاً ـ ما لا أريد وصفه!! ..
4ـ قطر حقّقتْ انتصاراً دبلوماسيّاً في تَمظْهُرها السياسي الجديد..
5ـ النظام السوري أثبتَ من جديد إجرامه وخداعه ونَفَسَه الطويل وقدراته القذرة على المناورة والخداع ... ولا بدّ أن نعترف بدهائه الشرّير في استعادة قوّته وتماسُكه شيئاً فشيئاً!!! وليس لذلك تفسير إلا التفرّق والتنازع وتنامي العقليّة المنغلقة والتكفيرية في أوساط الثوار مما ينفّر منهم الحاضنة الشعبيّة التي ضحّتْ للثورة وعلّقتْ آمالها عليها ، ويُشيع الإحباط بأمل الخلاص من الطغيان والاستبداد..
أما أهم وأخطر درس يُستفاد والذي لطالما هرب منه كثير من أهل السُّنّة أو تُعُمِّد تعميتُه عليهم هو ما ذكره الله الحكيم: (إلّا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفسادٌ كبير)!! والضمير معناه (عدم فعل الارتباط العضوي بين المؤمنين وموالاة بعضهم) كما هو فعل الكفّار الذي تقدّم ذكره في الآية التي قبلها.. فهل يتعلّم أهل السنّة هذا الدرس وهو: أنّ الجُبن عن العمل التنظيمي الشُّوري المُحكم الانضباط والتكبّر على فريضة (السمع والطاعة) والعناد بالنزعة الاستفراديّة والشخصنة، ثم غياب الذكاء السياسي والنباهة الفائقة عند مصارعة القُوى الطاغية ومدافعة الباطل، وعدم الاهتمام بتوحيد الصفوف وعلى العكس تفشّي مرض اللهث وراء "الأنا" ـ الأنا الشخصية أو الحزبية ـ، وبُخل السواد الأعظم من المُوسرين والتجّار... كلّ ذلك أمراض تفتك بالجسم وتجرّ من خيبة إلى خيبة. وفي تجربة (حركة حماس) الرائدة ـ على تقصير كبير من المسلمين تجاهها وعلى ثُغرات فيها وبعضها مهم خاصّة ما يتعلّق بالأخبار التي تتردّد مؤخّراً عن احتمال مصالحة مع النظام الإيراني!! وبعض التعديل في موقفها من العصابة المُجرمة في سوريّة مما لا نرضاه منها وسنعترض بقوّة إنْ صحّتْ هذه الأخبار لا سمح الله ـ ما يؤيّد هذا، أيْ: العمل التنظيمي والوعي السياسي والبناء التربوي والجهادي المُتقن الانضباط، والله أعلم.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة