ترياقٌ مسموم
يعيش الإنسان باحثاً عن السعادة، مفتشاً عن تلك الابتسامة الأبدية الصادقة التي لا يرافقها همٌّ أو غمّ.. يرفض الألم ويبحث عن الأمل.. يطرد الحزن ويستجدي لحظة الفرح..
لكن ما يلبث أن تواجهه بعض المشكلات التي تعترض طريقه وتعيق أهدافه. وهنا نجده أمام عدة خيارات: فإما أن يستسلم لها ويبقى في مكانه محتاراً يتخبّط متسائلاً في أعماقه عن اتجاه العودة، أو أن يتراجع فعلاً بخطواتٍ مكسورة إلى ماضيه يذبح معها مستقبله ويقدمه قرباناً لليأس - الذي على الأرجح - لن ينتهيَ قبل مماته.. والبعض يحاول تجاوز المشكلة، مصارعتها، أو تجاهلها وفقاً لثقافته وحكمته وقدراته..
وهنا تتحول المشكلة العابرة عند البعض أحياناً إلى كارثة حين يحاول معالجة سموم حياته بترياقٍ يضع معه سُمّاً من نوع جديد!
فنجد أمّاً اكتشفت أنّ ابنتها التي لا يتجاوز عمرها العشر سنوات تحب صديقها في المدرسة، فقررت أن تمنعها عن التحصيل العلمي إلى الأبد!! أهكذا يكون الحل؟!!!
ثم نرى رجلاً لا يجد عملاً فيدفع طفله للشارع ليعيله!! أهكذا يكون الحل؟!!
وزوج يمنع زوجته من الذهاب إلى منزل أهلها وزيارة والدتها لأنه لاحظ تغيّراً في معاملتها له!! أهكذا يكون الحل؟!!
شقيقان اختلفا أثناء تقسيم الإرث وبدأ كلٌّ منهما يتّهم الآخر بالاستغلال والطمع وقرّرا أن لا يتواصلا بعدها أبداً!! أهكذا يكون الحل؟!!
وصديقان يبيعان سنين عمر قضياه معاً لأنّ كل واحد اعتبر الآخر قد قلّل من شأنه!! أهكذا يكون الحل؟!!
وتتوالى الأمثلة وتتعدد عن الجهل في حل المشكلات..
لذلك، إليكم الطريقة التي من شأنها أن تعينكم على حل المشكلات التي تعترض طريقكم بحكمة ورويّة بعيداً عن التهور:
• حدد المشكلة بوضوح واكتبها على ورقة.
• اكتب كل المعلومات التي تتعلق بها.
• اجمع أكبر عدد ممكن من الحلول لها من خلال خبراتك الشخصية ومعلوماتك وعبر استشارة أهل الثقة والحكمة والمختصين.
• حدد معايير قبول الحل، مثلاً: المدة الزمنية، التكاليف،...
• وأخيراً، اختر الحل الأنسب وفقاً للمعايير الدينية والأخلاقية أولاً مع مراعاة كل المقاييس الأخرى.
وحين يدور كل تفكيرك حول حل واحد دون سواه، عليك أن تبتعد قليلاً عن المشكلة لكي يصفوَ ذهنك ويرتاح جسدك ثم تعود مجدداً باحثاً عن الحل الأنسب..
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن