بكالوريوس في الصحافة.
أستاذة في جامعة الجنان كلية التربية.
دموع تذرف، جروح تنزف، آهات ترتفع خوفاً، آلام تصرخ وجعاً، أحشاء مرميّة على الطّرقات تكاد تنطق: ماذا فعلت؟ ما كانت خطيئتي؟ أيّ ذنب اقترفت؟ لماذا حكمتم عليّ بالإعدام؟ أبهذه السّرعة أرحل؟!
لم ترتوِ عيناي من رؤية أحبابي، لم تكتفِ أذناي من سماع صوت الأعزّاء على قلبي، لم أملّ من صوت المآذن تكبر "الله أكبر" لتدفع الهمة في نفسي حبّاً وتقرّباً من رب العزة والجلال.
ما بالكم، أليس في قلوبكم رحمة؟ أليس في مشاعركم وأحاسيسكم ما يجعلكم ترأفون بحالي؟
إنهم أطفال العالم يصرخون... تلك الأجسام الطرية في مادتها وروحها، ما إن أطلّت ببسمتها المشعة مبشّرة بحياة تنبلج منها الطيبة والبراءة، حتى تلقّفتها يد الظلم والافتراء، لتتسلل إلى عالمها، فتخطفها وتحولها إلى رماد. رماد يشفي غليل الطمع والجشع الذي سيطر على نفوس حقودة همها النفوذ والسلطة.
إنه زمن القسوة التي لا تأبه للطّفولة! إنّه زمن الفوز بالمناصب الذي أعمى عيونهم وأتلف أحاسيسهم! جمعيات تبني عزها وشهرتها زاعمة أنها مؤيدة لحقوق أطفال العالم! أية حقوق تتاجرون باسمها وأصحابها مَرميّون في الشّوارع وتحت الأنقاض، لا عين تراهم ولا أذن تسمعهم، منتظرين رحمة رب العباد؟!
تباً لقلوب أشدّ صلابة من الحجر. صفقاتها لا تبالي بأم ثكلى على فلذة كبدها. أطماعها لا تنتهي إلا حين ترتوي بدماء طيور ما زالت تنفض ريشها وتحاول الخروج من أعشاشها لتدخل معترك الحياة. لقد أبت البنادق والصّواريخ والدبابات والمدافع أن تتركهم ينعمون بالحياة. وصمّمت على قتلهم ليتألق اسمها في سماء الشعوب والأمم احتفالاً بالفوز العظيم؛ الفوز المكلل بالصّيد الثمين: رؤوس أطفال طرية، عظام أجنّة لم تلتقط أنفاسها بعد، دماء صافية لم تُلطّخ بسموم الحقد والضّغينة.
إلى كل طفل قضى تحت الأنقاض... أو مات خوفاً من أصوات القذائف والدّبابات... أقبّل جبينك الطّاهر.. حلّقْ، غرّد، اِنعمْ بجنّة أُعدت للطّيبين الطّاهرين أمثالك.
إلى كلّ أمّ فقدت فلذة كبدها في رياح الغدر والهمجية.. صبراً أمّاه.. لا تستسلمي، انتفضي، اصرخي، ثوري في وجه الظلم الغاشم. لا تحزني فحزنك يبكيني، وألمك يؤذيني، واستسلامك يهدّ عزيمتي. أعدك يا ذاتَ القلب المشتعل أن يبقى قلمي صارخاً في وجه الظّلم عَلّ كلماتي تطفئ نيران الحزن والألم في صدرك، وتشعل عاطفة الرّحمة والرّأفة في نفوس الظّالمين.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
بكالوريوس في الصحافة.
أستاذة في جامعة الجنان كلية التربية.
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة