اضطراب قلة التركيز
اضطراب قلّة التركيز Attention Deficit Disorder هو واحد من الأنواع الثلاثة التي تم تحديدها لاضطراب قلة التركيز وكثرة الحركة Attention Deficit Hyperactivity Disorder
ونجد التلميذ الذي يعاني من اضطراب قلّة التركيز غيرَ متكيّفٍ أو غارقاً في أحلام اليقظة، ويجد صعوبةً في اتّباع التعليمات أو إنهاء المهمّات، ويتجنب المهمّات التي تتطلب جهداً عقلياً وتنظيماً عالياً، ويتكرر منه فقدان الأدوات الأساسية التي يحتاجها للقيام بمهمّاته، ولديه تشتت مُفرِط، ويعاني النسيان وعدم القدرة على بدء أي نشاط، ويجد صعوبةً في إنجاز الأعمال المنزلية، ويحاول المماطلة قدر المستطاع.
وعندما تتكرر حالات عدم انسجام التلميذ مع أقرانه ومع مَن حوله، وعندما يتعرض للفشل المدرسي، غالباً ما تهتزّ ثقته بنفسه، فينظر إلى ذاته نظرة دونٍ، مما قد يولّد لديه العديد من المشاكل النفسية التي تتراكم وتكبر مع الوقت. فعلى سبيل المثال، إذا أصبح انطوائياً يضطر المعالج النفسي إلى إخضاعه لعلاجٍ نفسيٍّ مكثف هو بغنىً عنه، إذ إن أساس المشكلة ليس الانطوائية بل اضطراب قلة التركيز.
التشخيص
يعتمد الاختصاصيون على الروائز المقننة لتحديد وجود اضطراب، وذلك بالتزامن مع الرجوع إلى المرجع التشخيصي والإحصائي للأمراض العقليةDSM-V، ولكي نشخّص الطفل باضطراب قلّة التركيز يجب أن ينطبق عليه ستة أو أكثر من الأعراض التالية الدالة على قلّة التركيز أو قصور الانتباه وذلك لمدة لا تقل عن ستة أشهر كحد أدنى. وهذه الأعراض هي:
• غالباً ما يفشل في الانتباه الوثيق للتفاصيل، أو يرتكب أخطاء تافهة في واجباته المدرسية، أو أي عمل يقوم به، أو أي نشاطات أخرى.
• غالباً ما يجد صعوبةً في الاحتفاظ بالانتباه في المهمات التي يقوم بها، أو في نشاطات اللعب.
• غالباً ما يبدو كأنه لا يُنصت لمن يتحدث إليه بصورة مباشرة.
• غالباً ما يبدو غير قادر على متابعة التعليمات، ويفشل في إنهاء واجباته المدرسية أو واجباته التي يتم تكليفه بها في مكان العمل.
• غالباً ما يجد صعوبة في تنظيم المهمّات أو النشاطات التي يتم تكليفه بها.
• غالباً ما يتجنب، أو يكره، أو يتردّد في المشاركة في المهمات التي تتطلب بذل المزيد من المجهود الذهني كتلك الأعمال التي يتم تكليفه بها في المدرسة أو الواجبات المنزلية.
• غالباً ما يفقد أشياء تُعدّ ضرورية بالنسبة إليه كي يتمكن من القيام بالمهمّات أو النشاطات المختلفة (وذلك كالألعاب، أو الأوراق المدرسية، أو الأقلام، أو الكتب، أو الأدوات)
• غالباً ما يتشتت انتباهه بسهولة بسبب أي مثيرات خارجية.
• غالباً ما يتَّسِم بالنسيان في النشاطات اليومية المختلفة.
أما العلاج فهو نفسه الذي نعالج به اضطراب قلة التركيز وكثرة الحركة، وهو مقسّم إلى علاج بالدواء وعلاج سلوكي وعلاج تربوي. ولكننا ننصح بالبدء بالعلاجَيْن السلوكي والتربوي، وإذا لم نلحظ تطوراً ملحوظاً فعندها يكون العلاج بالأدوية مسانداً للعلاجَيْن السابقَيْن.
هناك العديد من التقنيات التي يمكن للأهل والمدرسة اتّباعها لتطوير أداء التلميذ السلوكيّ، ومنها:
• مدح السلوك المطلوب عند تنفيذه.
• اعتماد تقنيات الضبط الذاتي .Self Monitoring
• إعطاء مزيد من الحوافز والمكافآت.
• إبقاء القوانين (وقوانين الصف) بسيطة وواضحة والتذكير بها.
• تأمين وقت راحة محدد بين النشاطات Short Breaks .
• استعمال الإشارات لحضّ التلميذ على العمل أو الاستمرار في العمل.
• تصحيح الأجوبة الصحيحة وعدم تضخيم التصحيح للأجوبة الخاطئة.
• السماح بالتنقل بين مهمات محددة كي تكون بمثابة وقت راحة.
• التغاضي عن السلوكيات غير المحبّبة إذا كانت لا تُعيق.
• السماح للطفل بالتحرّك أثناء الدرس.
• الاستعانة بعَقْدٍ للسلوك مُوَقَّعٍ من الابن والأهل، حيث يضع الأهل عقداً ينص على بنودٍ عدة متعلّقة بسلوك ابنهم أو ابنتهم. ويوضح هذا العقد المكافأة التي سيحصل عليها الولد إذا تصرّف بشكل جيّد أو حَسّن أداءه المدرسيّ خلال الأسبوع، كما يوضح العقاب الذي سيناله إذا لم يتقيّد ببنود العقد.
• الإسراع في إظهار الصدى الإيجابي لتصرفٍ جيدٍ قام به الطفل أو المراهق، مثلاً إذا أنجز الطفل فروضه في الوقت المحدد، فعلى الأم أن تمدحه فور انتهائه.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن