البحرين وإيران... وعِمَامة الدب الروسي!
«الأقلية الظالمة في البحرين تُقدم على إهانة مقدسات الأكثرية»!، «ويكفي الأقلية الظالمة في البحرين عاراً أنهم يزيديون ويحامون عن يزيد»!!
هذه الكلمات النارية لم تنطلق من حنجرة واعظ في مأتم أو خطيب جمعة أو برلماني مُنفعل موتور.
وانما هي تصريحات صدرت عن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي!!
وما يزيد الأمر خطورة ويعطي للخطاب دلالات وأبعاداً غير مسبوقة في التصعيد أن كلمة المرشد كانت موجهة لآلاف من قوات التعبئة - الباسيج - في طهران!!
وعلى إثر هذا الخطاب استدعت وزارة الخارجية البحرينية القائم بأعمال سفارة إيران لديها لتبلغه احتجاجها على إساءات وتحريضات وتدخلات خطاب المرشد.
والسؤال المتبادر الى الذهن لماذا جاء خطاب خامنئي في هذا التوقيت وبهذه الحدة وأمام حشد عسكري مهمته الطاعة العمياء وتنفيذ الأوامر الصادرة إليهم بإشارات الأصابع!!
المتبصر يدرك ان التهديدات الإيرانية للبحرين المتوشحة برداء طائفي مقيت لايمكن ان تنفصل بحال من الاحوال عن التطورات الاقليمية الخطيرة والسريعة والتي تنعكس على منطقتنا، وأعني بها تحديداً تداعيات اسقاط الأتراك للطائرة الروسية فوق سورية ونُذُر المواجهة المسلحة بين معسكري المؤيدين للنظام السوري وتثبيت رئيسه بشار على كرسيه الدموي وبين الطرف الآخر المطالب باسقاط النظام وعلى رأسه بشار.
لاشك ان الاندفاع الروسي وهذا التورط العسكري المتمدد على الجغرافيا السورية وتقمص الرئيس الروسي بوتين لدور الدب الغاضب من خلال تصريحاته وتهديداته لأنقرة، لاشك ان هذا الامر قد اعطى حُقنة الإنعاش لكل حلفاء هذا المعسكر الظالم بعد موجة من التراجع والاخفاقات لمشروعهم.
بدءاً بالتدخل السعودي الشجاع في الملف اليمني وانتهاء بما حققته فصائل الثوار السورية من ضربات موجعة على الصعيد الميداني بحق الجيش السوري والمنضوين تحت عباءته أمثال «حزب الله» والميليشيات العراقية وجنود إيرانيين وعصابات افغانية وهندية ومرتزقة من آفاق الأرض.
وبذلك يأتي التصعيد الروسي باثاً حالة مزيفة من الانتعاش الايراني لتحديث واستكمال مشروعه الاستحواذي على الخليج.
لا اعتقد ان المملكة العربية السعودية في عهدها الجديد وحلفاءها من دول مجلس التعاون الخليجي سوف يسمحون بهذا العبث الإيراني السياسي والعسكري بالامن القومي لدول الخليج... واذا ما انضم اليهم الثقل التركي فإن هذا الحلف كفيل بأن يُلجم حُلم الهيمنة الثورية الإيرانية على المنطقة بأسرها.
وفي العودة الى ما قاله علي خامنئي في خطابه المحتقن والمحرض طائفياً أتساءل:
كل ما يقوم به بشار الأسد من إجرام في حق شعبه الذي أباده باستخدام براميل الموت الإيرانية وشرده في أصقاع الدنيا وجعل الارض السورية مستباحة والحديقة الخلفية لتصفية الحسابات الدولية ثم دعمكم اللامتناهي لهذا الاجرام العبثي في حق شعْب أعزل لم يطالب بشيء سوى القليل من حقه الانساني في العيش بكرامة وعدالة وأمن.
وقوفكم الظالم مع هذا المجرم ألا يجعلكم من مريدي وطلاب مدرسة يزيد؟!!
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن