مقاطعة الأرحام لسوء سلوكهم!
السؤال:
لديّ ثلاثة أعمام يسكنون في منزل واحد، مدمنون على شرب الخمر، وواحد منهم مدمن على الزنى، حيث إنه يأتي بالعاهرات ويزني بهن في المنزل الذي يعيشون فيه. وفي المنزل المجاور لهما يسكن فيه خال أبي، أما هو فمعروف بنفاقه ونَصْبه واحتياله على الناس، وكلما زرته ينافقني، ويحاول النصب على أبي والاستيلاء على ممتلكاته، كوننا نعيش في مدينة بعيدة. أما عمتي فهي تسكن في حي آخر، وتتآمر هي وزوجها مع مساعدة الخال على أبي، حتى يستوليا على ممتلكات أبي بالمدينة التي يعيشون فيها. فأنا وأبي وأمي قطعنا صلتنا بهؤلاء من بعد النصح غير المستجاب، فهل يجوز لنا هذا ولا إثم علينا؟
الجواب:
لا يجوز لكم مقاطعة أرحامكم - مع حرمة ما يفعلونه - لأن في ذلك قطْع رحم. إضافة إلى أنه لا يحلّ لمسلم أن يهجر مسلماً أكثر من ثلاث ليال، لحديث النبي [: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثِ ليال, يلتقيان فيُعرض هذا ويُعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام»، أخرجه البخاري ومسلم. وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأُحسن إليهم ويسيؤون إليّ، وأحلم عنهم ويجهلون عليّ، فقال: «لئن كنت كما قلت فكأنما تسفُّهُم المَلّ، ولا يزال معك من الله ظَهِيْرٌ عليهم ما دمت على ذلك ».
ولكن عـليكم أن تـستمرّوا بنُصحهم بحكمة، وتُعلموهم بحرمة ما يفعلون، وأنهم سيحاسبون على ذلك يوم القيامة، فليتوبوا قبل فوات الأوان، وكرِّروا النصح كلما سنحت فرصة مناسبة في أوقات الراحة، ولا تكلَّفون فوق ذلك. لكن لكم إن أردتم أن تكون علاقتكم بعمِّكم رسمية قليلة فلا مانع من ذلك، لكن دون قطيعة للرحم. وفّقكم الله تعالى لكل خير، وأصلح فيما بينكم. والله تعالى أعلم .
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة