قول: أعشق الله؟!
هل من إشكال بين أن أعبّر عن حبي لله بقولي: أحب الله أو أعْشقُ الله؟
• نعم هناك فَرْق شرعي: فأُحِبّ الله كلام مشروع أما أعشَقُ الله ففيه إشكال لأن كل النصوص الشرعية تذكُرُ محبة الله سبحانه، وكلمة «العشق» إنْ صُرفت للبشر دلّت على معنى شهواني كعشق الزوجة، وقد تُصرف للمعاني أو الذوات أو الأشياء، ولا ملازمة بينها وبين الشهوة حينئذٍ. وفيما يلي كلام أهل اللغة في بيان المراد بالعشق:
- ففي معجم مقاييس اللغة لابن فارس (4/ 321): العين والشين والقاف أصلٌ صحيح يدلُّ على تجاوُزِ حدِّ المحبَّة.
- وفي لسان العرب (2/ 495): العشق: فَرْط الحب، وقيل: هو عُجب المحب بالمحبوب ويكون في عفاف الحب ودعارته، والعشق والعسق - بالشين والسين المهملة -: اللزوم للشيء لا يفارقه.
وقد اشتهر استعمال لفظ العشق الرباني لدى الصوفية بكثرة، وألّفوا في ذلك التآليف الكثيرة، ولعلهم أرادوا شدة المحبة والوَلَه مع كثرة الذكر وملازمة ما يحبه الله تعالى ويرضاه، فإذاً العشق إنْ كان بالمعنى الشهواني وهو: فَرْط المحبة أي - حبّ متــأجِّج - مع الشهوة الجنسية، فلا يجوز في حقِّ الله ولا حـقّ الرسـول صلى الله عليه وسلّم، وقـد نبّـه العلمــاء على ذلك. إذن الأفضل أن نقول: نحب الله ولا نقول نعشق الله! وبناءً عليه فإن (العِشق) في حق الله ورسوله صلى الله عليه وسلّم فيه شبهة أن يكون من الأقوال المستنكرة لمن يعرف المعنى الذي نبَّهْتُ إليه، والألفاظ قوالب ودلالتها على المعاني تؤخذ من سياقاتها، وإن كنت أميل إلى الالتزام بلفظ المحبة إذ هو اللفظ الشرعي الذي ورد في النصوص.
وأفضِّل أن يُوصى من يستعمل لفظ (العشق) بلطف وحكمة بتــركه واستبدال اللفظ الشرعي به. والله أعلم.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن