سكنتْ وما دريت
هذه كلمة حب مني إلى زوجتي، وهي كلمة كل مسلم عامة، وكلمة عباد الرحمن خاصة الذين ذكرهم الله في الفرقان فقال سبحانه: (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما)؛ فكانت هذه الصفة خير ما اختتم بها الله جل وعلا صفات عباده وكان هذا أيضاً جواب الحبيب المحبوب المصطفى صلى الله عليه وسلم حينما سأله الصحابي فقال: "يارسول الله من أحب الناس إليك؟" فقال صلى الله عليه وسلم: "عائشة الصديقة ابنة الصديق". قال: "ثم من؟"، قال: "أبوها". فيا سبحان الله كأنها محور حبه صلى الله عليه وسلم حينما قال أبوها ولم يقل أبو بكر، وهذا الذي يجب أن يكون من كل مؤمن بالله واليوم الآخر، وهو الأصل في الحياة الزوجية.
وإذا تأملنا قوله سبحانه: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة)؛ فإننا نفهم عدة معاني من بينها أن الله يهب الرجل المرأة التي تشبهه في نفسه وذاته وقلبه حتى تستمر الحياة كقوله: (الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات)، وأهم ما نفهمه هو أن يجعل المؤمن زوجته نفسه وروحه وقلبه في حبها واحترامها ويحب لها ما يحبه لنفسه حين ذاك نقول أنه يعيش مع زوجته كما يرضى ربنا سبحانه وتعالى، وإذا كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يتحدث عن كمال الإيمان فيقول: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"؛ فما بالنا بأقرب الناس إلينا ألا وهي الزوجة والكلام في هذا الموضوع يطول، ولكن هذه كلمات كتبتها بعدأن خطبت زوجتي في الرؤية الشرعية عنوانها: "سكنت وما دريت"، أقول فيها:
سكنت شغاف القلب وما دريت
ورست بشاطئ الوجد حين سريت
إلى حيث ظننتني قد وعيت
فلما تجلت علمت كم أبيت
أن أقطف الزهر من هذا البيت
.........
رجعت للدار كالتائه الحيران
والقلب لسرعة انقضاء الزمان
حزين بل غاص في الأحزان
قلت عله يحن لذاك المكان
..............
سألت حراس القلب عن السبب
قلت يا عجبي قالوا ما العجب
قلت أما سمعتم أأنتم حطب
أما علمتم حال القلب المستلب
قالوا لا يكون هذا إن هذا إلا كذب
...............
قلت فلما الأبواب مفتوحة على مصرعيها
وإني لأعلم أنه مر عليها
من هو والله قادر عليها
قالوا تالله قد كانت الباب مغلقة دفتيها
وما ندري كيف فتحت ونحن على طرفيها
............
سكتوا جميعا في عجب
صاح حكيمهم إبحثوا في الكتب
فبحثوا ولما نالهم التعب
قالوا يا صاحب القلب المستلب
إسأل غيرنا عن السبب
...........
فناديت ياقلب ما حل بالخفقان
ما لك تهتز كالبركان
قال اسأل من دخلني فأحياني
فدخلت فإذا هي وسط الجنان
جالسة بين الورد والريحان
في هدوء تجهر بالقرآن
نظرت إلي فسكنت في اطمئنان
وزالت حيرتي وسمى كياني
سألتها من أنت قالت صاحبة المكان
قلت وكيف قالت بقدر المنان
ففرحت بأنسها وشكرت رب الأكوان
ورحنا نتلوا قوله وعباد الرحمن
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن