إلى غزة
التاريخ:
فى : بوح الخاطر
1789 مشاهدة
إذا سكت اللسان عن المظالم وعميت الأبصار عن الوقائع، تكلّم القلم. تكلم ليترجم معاناة شعب عانى من الاحتلال 60 سنة وما زال. تكلّم لينقل ما عجزت الكاميرات عن التقاطه والمرء عن رؤيته.
عندما يتكلّم القلم وتحكي الكلمات لا شيء يسكتها. هي أقوى من كل سلاح، لأنها كلمة الحقّ، هي ما نحارب به عندما تنفد منّا الصواريخ والقذائف. ربما لن يتراجع العدو، لكننا سنتقدّم، وربما لن نقتل منه جندياً واحداً، لكننا سنحيي فينا نفوساً، نفوساً غائبة نائمة، كانت، لكننا سنوقظها.
العالم اليوم ينظر إلى غزة بعين واحدة فقط، عين ترى أنّ المقاومة هي سبب كل ما يحصل في فلسطين. أما العين الأخرى، العين المغلقة، ففيها صور توالت 60 سنة، صور فظيعة، كان الكيان اليهود سببها عندما احتلّوا فلسطين، تطبيقاً لوعد بلفور. اليهود هم الذين اعتدوا عندما استوطنوا أرض المقدس، وليسوا المجاهدين الذين يدافعون عن أرضهم. أأصبح الآن الكيان الصهيوني المزعوم هو الدولة وفلسطين لا وجود لها؟
أإسرائيل هي الدولة عندما تنتهك كل بند من بنود الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان؟ أهي الدولة عندما تقصف منشآت الأمم المتحدّة؟ أم تكون دولة عندما تستعمل الأسلحة المحظورة دولياً؟ وليست المصيبة في كونها دولة أو عدم كونها فحسب، بل هي في كونها دولة تسعى للسلام! فمنذ متى تكون دولة لديها أكبر ترسانة حربية وأقوى الاسلحة في العالم دولة تسعى للسلام! هل الدولة التي تسعى للسلام تنقض مواثيق السلام والاتفاقيات والهدن؟ أقتل الأطفال العزّل النيام والنساء والشيوخ، طريقة تحقيق السلام؟ فإذا كان مفهوم السلام يتغير مع الوقت، أخبروني، حتى أعرف كيف أتكيّف مع هذه التغيرات!!.
من الأمور التي يحتاجها الفلسطينيون هذه الأيام هو الدعم المعنوي، وهذا أقل ما يمكننا أن نقدمه لهم. علينا أن نؤمن بأنفسنا وبقدرتنا على تغيير الأشياء... كما علينا أن نزيد من إيماننا بديننا لأن ذلك هو أكثر ما يخشاه عدوّنا.
أعذرني أيها المجتمع الدولي، إن كنت أعيش في عالمي... أعرف أن للمرء حقّ المقاومة والدفاع عن النفس، وفي عالمي يفرّق الناس بين الخير والشر فيدعمون الخير، كما أنه في عالمي يفكّر الناس بعقولهم ويرتكزون على المنطق والشرع. أما في عالمكم، فإني أرى الناس تُقتل كل يوم ولا حقوق لها. في عالمكم لا تستطيعون التفريق بين الخير والشرّ وإن فعلتم فإنكم تدعمون الشرّ، وفي عالمكم الناس لا يفكرون، هم عميان يتبعون رائحة المال والسلطة ولو قادتهم إلى الجحيم!!
أعذريني يا فلسطين، فقد قصّرت وسأبقى مقصّرة في حقكّ مهما فعلت... لأننا اليوم، أهل الحق، أصبحنا عكس التيار فعلينا أن نجتهد ونتعب كثيراً للوصول إلى أهدافنا، لكننا إن شاء الله وبعونه سنصل.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة