اجتماع العلماء أمَلٌ... ومسؤولية
هو أملٌ يراود كل المخلصين منذ تَتَفَتَّح الأعين على أمانة هذا الدين... وضخامة التآمر ضده: اجتماعُ العلماء على ثوابت كبرى وأهداف عظمى... وفي 6 رجب 1433 تمّ حدث غير عادي في بيروت إذ اجتمع أكثر من (350) عالم من مختلف المناطق اللبنانية ومن كل ألوان الطَّيْف الإسلامي والمشارب العلمية في منظر رائع لطالما تاقَتْ النفوس إليه.. واتفقنا على تحقيق دَوْر متقدّم للعلماء: يملؤون به فراغ القيادة في الساحة الإسلامية، ويوفّرون الحلول لكثير من مشاكل المسلمين المعرقلة لتقدّمهم، ويهتمون بإخوانهم الفلسطينيين في المخيمات البائسة، ويقومون بواجب نُصرة الثورة السورية ِقياماً بالواجب الشرعي وبحقّ الأخوّة ولِما يُتوقَّع في حال انتصارها بإذن الله من بشائر وتحوُّلات في بلاد الشام... وكذلك يَجْمعون الكلمة ويوقفون مسلسل الاستخفاف والتلاعب بمصالح المسلمين. وانبثق عن هذا المؤتمر إعلان هيئة علماء المسلمين في لبنان... في إطار المنطلقات التالية:
أن نجعل من هيئتنا أملاً للجماهير برؤية علمائهم مجتمعين متحابِّين، ومسؤوليةً نتحمّل بها بجدارة - بعون الله وتوفيقه - أمانةَ حماية مصالح المسلمين في بلدنا، واستعادة عزّتِهم وهَيْبتِهم.
أن نلتزم بخطٍّ سير أصيل يلتزم برؤية إسلامية واعية للأحداث، ونتحمّل مسؤولية ملءِ الفراغ السياسي في ساحتنا الإسلامية وأمانةَ جَبْرِ ضعف المؤسسة الدينية والمحاكم الشرعية وسوء أوضاع أئمة المساجد وسائر المشايخ... خط يؤكد على أن صلتَنا بـ(السُّنَّة) ليس انتماءً طائفياً يتلاعب به السياسيون .. وإنما وعيٌ والتزام.
أن نُطالب بجميع حقوق المسلمين، ونسعى بكل طاقتنا للإفراج عن المعتقلين الإسلاميّين المظلومين، وللعمل على إعطاء إخوتنا وأهلنا في المخيمات الفلسطينية البائسة في لبنان حقوقَهم.
أن نأخذ بأيدي الناس إلى ما يُرضي ربَّنا، ونبيّن بكل اعتزاز حُكمَه سبحانه ونبلّغ دعوته وهدايتَه، ونحثّ المسلمين على الالتزام بأحكام شريعته، ونعبّر عن موقف علماء أهل السنّة والجماعة: بالبيان والموعظة الليّنة حيث يستوجب الموقفُ ذلك، وبالموقف الجريء والشَّجاعة اللائقة بالعلماء حيث يحتّم أمرُ الله علينا ذلك.
وأن نبذل كل الجهود لتحصين لبنان من الاقتتال الداخلي والفتنة المذهبية التي قد تحرِّكها أصابع أجنبية أو إقليمية أو محلية!
وأكّدنا على أن نجاح هيئتنا مرتبط بتوفيق الله عز وجل: أولاً بإخلاصنا وصدق قلوبنا، ثم بأن نتسلّح بالتعاون الصادق وبالصبر، وأن نستحضر سنن الله في التغيير، ونُراعي سُنّة (التصاعُد والتدرُّج)، ونبتعد عن (الارتجال والتهوُّر)، مع اليقين بأنّ الله غالبٌ على أمره وأنّ العاقبة للمتقين.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن