تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة
كشف تقرير لمرصد الإسلاموفوبيا التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، أن شهر يناير 2015 الماضي شهد تصاعدًا لظاهرة الإسلاموفوبيا وارتفاع حدة الاحتجاجات المعادية للإسلام في الولايات المتحدة، وذلك بعد فترة من الهدوء في شهر ديسمبر السابق، إذ تعرضت عدة مساجد للتهديد، ولقيت سياسات المراقبة المثيرة للجدل والمتبعة بحق المسلمين والمطبقة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر مبررات جديدة. وأشار التقرير إلى أنه كان لوسائل الإعلام الأمريكية دورها في هذه الحملات، وذلك باستضافتهاعددًا من دعاة الكراهية للإسلام، من أمثال بيل ماهر وسلمان رشدي.
كما لاحظ التقرير تغير نظرة الأمريكيين للإسلام على نحو سلبي، وتبين من خلال استطلاع للرأي أجرى بعد وقت قصير من وقوع أحداث مجلة شارلي إبدو، وأظهر الاستطلاع أن أغلب الأمريكيين تابعوا الرسوم المسيئة، وذلك في سلوك مخالف لموقفهم في عام 2006. وأوضح التقرير أنه بعد أحداث مجلة شارلي إبدو، دعا الرئيس فرانسوا هولاند الفرنسيين إلى عدم الانسياق أمام دعايات الرعب والتخويف، كما عمل رئيس وزرائه مانويل فالس بشكل مكثف على تهدئة المخاوف، في حين أعقب حادثة إطلاق النار وقوع سلسلة هجمات استهدفت مسلمين وممتلكاتهم في مختلف مناطق البلاد.
وكان تصاعد التأييد للجبهة الوطنية بزعامة مارين لوبان العلامة الأبرز على تصاعد موجة الإسلاموفوبيا التي تفاقمت حدّتها في أوربا. وقد جعل هذا الوضع الرئيس الفرنسي يشدد على سياسة بلاده المتسقة في مكافحة كل من الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية، وعلى نحو خاص، كان تأكيد هولاند أن المسلمين الذين يعيشون في فرنسا لهم الحقوق والواجبات كباقي المواطنين الفرنسيين أمرًا في غاية الأهمية، وذلك في ضوء إصرار عدد من الأحزاب اليمينية على جعل المسلمين الأوربيين غرباء في أوطانهم. ومن خلال إشارة الرئيس هولاند إلى “تشكل فرنسا من حركة السكان وتدفق الهجرة”، قدم الرئيس الفرنسي صورة بلاده كبلد متنوع وغير منغلق على عرق أو ثقافة بعينها، لكن يبقى من المهم الإشارة إلى أن ذلك يأتي في ظل مناخ صعب شهدت خلاله دول الاتحاد الأوربي جميعها صعود قوة سياسية يمينية أصبحت بحسب نتائج الانتخابات السابقة ممثلة في البرلمان الأوربي بما يناهز نسبة 20 في المائة.
ومع هيمنة الكاثوليك ديموجرافياً في فرنسا، لاحظ مرصد الإسلاموفوبيا الدور المهم الذي تضطلع به الفاتيكان في تخفيف حدة التوتر في هذا البلد، وكان للبابا فرانسيس وبعض رجال الكنيسة نشاط في سبيل سلوك منهج أكثر سلمية في استخدام حرية التعبير، بما في ذلك نشر الرسوم الكاريكاتورية التي تسخر من النبي محمد عليه الصلاة والسلام. وعلى سبيل المثال، نقلت بعض الصحف عن البابا قوله: “لا يحق للمرء أن يستفزّ، ولا أن يسخر من دين آخر”. وفى أوربا، احتدم النقاش حول حرية التعبير، حيث طغت على الرأي العام فكرة أن حرية التعبير قيمة ثابتة بالنسبة للمجتمعات الأوربية، ويجب ألاّ تكون هناك أي مساحة للتفاوض مع “الأيديولوجيات” الأخرى بشأنها، بما فيها الإسلام. وفى بعض البلدان، اعتُبر البرقع والنقاب والحجاب كطراز مميز للباس النساء المسلمات مصدراً للتهديد في عدد من البلدان وانتهاكاً لقوانينها الوطنية كما في فرنسا وألمانيا، حيث أصبح ارتداء البرقع اتهاماً خطيراً. وفى سويسرا وإيطاليا وإسبانيا وروسيا مثلاً، يُحظر رسمياً ارتداء البرقع في المواقع العامة، كما حظرت الصين ارتداء النقاب مؤخراً في مقاطعة شينجيانغ، وانتهجت أستراليا ونيوزيلندا سياسة مماثلة. كان من بين التطورات الإيجابية التحقيق في الولايات المتحدة في التهديدات التي تعرض لها مسجد بريجفيو، كما وضعت السويد خطة وطنية لمكافحة الإسلاموفوبيا بعد التهديدات التي تعرضت لها بعض المساجد، ونُظمت مسيرات بالآلاف فى مدن سويدية للمطالبة بوضع حد للهجمات التي تتعرض لها مساجد في البلاد. كما التقى أئمة مسلمون فرنسيون في الفاتيكان بالبابا فرانسيس، حيث أصدروا بياناً مشتركاً انتقد الهجمات في فرنسا، وفى ألمانيا، وأعرب زعماء سياسيون عن وقوفهم ضد حركة “بيجيدا” المعادية للمسلمين.
المصدر : المصريون
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن