حوار مع الأخت إيمان رمضان بمناسبة افتتاح جمعية الاتحاد الإسلامي عقدها الثالث
بعد مغادرة مسؤولة القسم النسائي في جمعية الاتحاد الإسلامي: الداعية أمّ علاء قاطرجي رحمها الله التي أسهمت مع أخواتها في التأسيس والبناء، تابعت ثلة من الأخوات مسيرة العمل النسائي، أصدرت الجمعية قرار تعيين الأخت إيمان رمضان مسؤولة للقسم.. فعنه وعن والمحطات والمراحل التي مر بها، وكذلك عن مستقبل الجمعية تحدثنا الأخت إيمان في هذا الحوار:
1. «منبر الداعيات»: مع افتتاح الجمعية عقدها الثالث - والقسم النسائي جزء منها - بماذا تتوجهين لعضوات الجمعية ومناصِراتها وسائر النساء؟
• بداية أحمد الله تعالى على ما منّ به علينا من فضل فيما مضى من عمر الجمعية وأسأله تعالى السداد فيما سيكون. ثم أتوجه بالشكر الخاص لكل أخت في الجمعية مهما كان موقعها وطبيعة مشاركتها.
وكذلك بالشكر لعامة النساء الفاضلات المناصرات لنا ولكل امرأة ساندتنا ولو بدعاء. كما أرجو من كل واحدة منهن القيام بدورها في محيطها. فاليوم كل المجتمعات تنادي بالمشاركة في المجتمع الأهلي لتكتمل الأدوار في بناء تلك المجتمعات، ونحن المسلمين في ديننا أعمال البر والخير والتقدّم بأمتنا من حيازة الاختصاصات التي تضمن التفوّق في الدعوة إلى الله وإعانة الضعيف والسعي في حاجة المحتاجين ونشر العلم والتوعية وغير ذلك، وكلها انعكاسات لمقتضى العمل بدين الله.
فالأمر بات حاجة ملحة فيها الخير في الدنيا والأجر في الآخرة، قال تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).
2. «منبر الداعيات»: بعد أم علاء رحمها الله تعالى - وفي هذا الشهر: شعبان، تمرّ ذكراها الرابعة رحمها الله - استلمتِ مع أخواتٍ لكِ إدارة القسم النسائي: ما البصمة التي وضعتْها أم علاء في إدارة القسم؟ وكيف أكملت مع الأخوات المسيرة من بعدها؟
• مما لا شك فيه أن دور أختنا أم علاء - رحمها الله وأسكنها فسيح جناته - كان له الأثر الكبير. فمن ناحية قامت رحمها الله بتأسيس العمل النسائي في الجمعية، وهذا تطلَّبَ منها جهداً عايشناه جميعنا. حيث كانت لا تكلّ ولا تملّ من السعي الدائم للتعرف على نساء وطالبات وحتّى صغيرات تحبّبهن بالدين بدايةً وتربطهن بمناشط الجمعية، حتى تكوّنت نواة العمل النسائي الذي نشاهده اليوم. فكانت نموذجاً في التفاني في العمل.
ومن ناحية أخرى كان لها رحمها الله تعالى بالغ الأثر في نفوس الأخوات، بسبب ما كانت تحيطنا به من الرعاية والاهتمام ومن فَتْحها للفرص لنا لإظهار الطاقات وتطويرها.
وبعد وفاتها لا أنكر أننا صُدمنا بالعبء الذي كانت تحمله، ولكن بفضل الله تعاونّا على لملمة الجرح ووزعنا الأعمال. واليوم نكمل المسيرة بنفس المنهج والفكرة لتحقيق هدفنا الأساس وهو إعادة المسلمين إلى الفهم الصحيح لديننا والعزّة به والعمل بتعاليمه من خلال مؤسساتنا الدعوية المتعددة.
3. «منبر الداعيات»: خلال عشرين سنة مرت الدعوة الإسلامية بمحطات ومراحل: كيف توجزين ملامح كل مرحلة؟ وكيف يتعاطى القسم النسائي مع متغيرات المرحلة الراهنة؟
• هناك عوامل عديدة أدت لمرور الدعوة الإسلامية بمحطات مختلفة. منها خارجية تتعلق بالأحداث العالمية، ومنها داخلية خاصة بكل مجتمع وفق التغيرات والتقلبات التي تطرأ عليه. بشكل عام خلال السنوات العشرين الماضية من عمر الدعوة الإسلامية، على الصعيد العربي تحديداً، مرت الدعوة بصحوة شبابية لاقت تفاعلاً في صفوف الشباب. وأَمِلْنا من خلال شعارات «التغيير» أن تتقدم الدعوة نوعاً وكَمّاً.
ولكنْ مع موجة الإعلام المزيّف والهجمة الشرسة على كل ما هو إسلامي لا ننكر أن شيئاً من الانحسار حصل، حيث ثبت من ثبت وانجرف أو انحرف أحياناً من انحرف بحجة الترويج لـ (الإسلام Cool) أو ما سمي بـ (الإسلام لايت = Light) جراء التعريف المزاجي لمفهوم الحجاب ومصطلح الإرهاب والوسطية وغيرها. وفي السنوات الثلاث الأخيرة أدى صدى الربيع العربي إلى تأكيد دور الدعوة الإسلامية في تربية المجتمعات.
كما لا ننسى ما رافق كل ذلك من تسارع في التقدم النوعي في وسائل الاتصال والتواصل.
طبعاً في القسم النسائي نعتبر المرأة شريكة الرجل في التوعية وبث المفاهيم الإسلامية الصحيحة وإنجاح المؤسسات والحصول على الاختصاصات العالية.
وهذا ما قامت به الأخوات عبر السنوات الماضية في شتى المناشط النسائية، من خلال اللقاءات الدعوية أو الاحتفالات أو المؤتمرات الطلابية أو استضافة الدعاة أو الداعيات المرموقين من خارج لبنان، وإعلامياً عبر مجلتنا هذه (منبر الداعيات) التي حافظت على ثبات خطها الفكري ورسالتها تجاه المرأة وتجاه واجباتها الدعوية وكانت زاداً لها وحتى للرجال والشباب رغم المتغيرات مع تميزها بفضل الله بالتطور في تنوع مواضيعها وشكلها، ومؤخراً عبر وسائل التواصل الحديثة.
4. «منبر الداعيات»:كيف ترَيْن مستقبل الجمعية بشكل عام والقسم النسائي خاصة بعد عشرين سنة؟
• الطموحات كثيرة والآمال كبيرة. ولا شك أن التوسع الذي بدأنا به ونهدف للمزيد منه يتطلب منا تجميع الطاقات وتطويرها. والعمل المؤسساتي في الجمعية ولله الحمد في تصاعد مستمر. ونحن أصحاب فكر ومنهج ومستقبل، ولن يقف العمل داخل إطار البلد فحسب بل سينتشر إن شاء الله خارجه، خاصة في ظل هذه الطفرة الإعلامية عبر وسائل الاتصال الاجتماعية العالمية. المطلوب الجد والاجتهاد، والدعاء لله تعالى بالإعانة والقَبول.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن