الشيخ معاذ الخطيب: أحد صُنّاع الحرية في الزمن الصعب
أستاذ وشيخ جليل ومربّ فاضل صادق حلّق في سماء الحرية والكرامه ..
صوت من أصوات الحق والأمانه.. ومورد للسلام والتعايش والعداله ..
مُودِع الحب بين الناس دخل القلوب التزامه ..
إنها كلمة عرفان،، في حق قلب احترق ألماً على بلاد في زمن الظلم وساعات آهات وثواني أخيرة لمن كتب له الشهادة في بلاد الشام من أطفال ونساء وشيوخ وشباب ورجال يفوقون المجد مجداً ويفوقون العز عزاً ويفوقون التضحية تضحيةً ..
إنها كلمة يجب أن تصل أسماع الناس.. كلمة تأبى إلا الخروج من الجراح إلى النور دون أن توفيك حقك، إنها كلمة تأبى إلا أن تسجّل بين كلمات الوفاء تنشد الوصول إليك وإلى من يمنعوك عنا ..
يا قلم الصدق وحب الوطن.. يا من كنت خطيباً بين الناس وصوتاً يصدح حين تخلى أمثالك عن مهماتهم في زمن الحاجة إلى ما توصله المنابر.
يا عالماً ربّى فتمكن وأربى بفكره أذهان الشيوخ والشباب، من عرفك ما شبع من منهلك.. من ذاك المعين الذي تمكنت -وبمنة وفضل من الله ونعمة- ليس فقط من التنقيب عن مكانه وإيجاده لإرواء الناس بل استمطار مائه الطاهر لأجل الناس والبلاد، لأجل كل السوريين بل لأجل كل إنسان في العالم..
كنت الخطيب المُربي العالِم حقاً وإحدى الدروع التي تحمي كيان الإنسانية من الهدر والرمي في قاع الحضيض، كنت صوت حق هادر في وجه منتهكه وكنت صوت لطف ولينٍ في حق الإنسانية، نجدك تألم لكل مُصاب يمس إنساناً في بلادك، وتألمت إلى حد التعب لمصاب السوريين في هذه الأيام.. السوريون الذين ما أردت فراقهم وفراق البلاد، لن نوفيك حقك وقد ضحيت لأجل رأيك وكلمتك بأثمن ما تملك، أنت الكلمات التي حلقت في سماء وطن أجمل وعيش أفضل وكرامة وعدل ووجود لكل إنسان مهما كان انتماؤه، أنت من تمثلت الحرية بكل ما للحرية من معاني..
يا من يحزن لأي سوء يمس بلاده ويؤذي وطنه الغالي الذي قدم الكثير لأجله..
يا مَن حُرم الكثير من حقوقه لأجل مبادئه التي يعتقد..
إنك عظيم في عيوننا.. من حاول الظلم طمس نقائك وإسكات صوتك مرات عديدة، فأتيتهم بالحسنى والكلمة الطيبة التي لم ترد يوماً بها لا دنيا ولا مكانة ولا شرفاً أو قرباً من أحد، ما أردت إلا إظهار الحق كما تعتقد، كم من مرة دعيت بها إلى أماكن يسرع إليها كل طالب دنيا، وكم دعاك متنفذون وكم حظيت بأنظار، وكم تطلع إلى القرب منك ذوو شأن ومنصب، لكنك ما أردت دوماً إلا العزة والمكانة والرفعة لهذه البلاد واجتهدت لذلك..
كم حظي هذا الجيل بكلمات من عذب ما عندك.. كنت تتفهم كل ما يعانيه الناس وتسمع للجميع وتزودهم بالحلول العملية التي تريحهم بإخلاص كلماتك وحكمة منطقك وفكرك، فكسبت بذلك قلوب الناس ومحبتهم.. لاحقتك الدنيا لتنالها خارج البلاد ففضّلت البقاء في صف شعبك وآثرت وطنك رغم الحيف.. وآثرت وجودك في صف الدعاة للحق والعدالة التي كانت بحاجتك ..
كيف نوفيك حقك وأنت من منحت بلا حساب.. وأعطيت بقلب حاضر وضمير لم يتردد يوماً في منح ما عندك.. ما ظهرت بمنطقين أو قلبين أو لسانين فأنت أنت أمام كل الناس بكل أصنافهم وأديانهم.
متى لقلمك أن يعود؟.. ومتى لكلماتك التي يتردد فيها الصدى أن تحيا ومتى لذاك المحب لبلاده أن يخرج إلى أحضانها؟.. ومتى للناس أن تحظى بما يكمن في جعبتك؟.. ومتى تلمع جواهر فهمك وإخلاصك لسورية وأهلها ..؟
متى لكل إنسان أُبعد عنك في ليالي الظلم والظلام أن يعود إلى نور فكرك وأنوار حكمتك وسلامة بصيرتك وصفائك ونقائك.
إن بلادك في حاجة أمثالك.. من قلّ وجودهم بل وندر أمثالهم في فئة العلماء، إن السوريين يحتاجون حكمتك وصدقك وإخلاصك ومحبتك لهم بكل طوائفهم وفئاتهم وأصنافهم.. من كنت لهم في كل محنة ونوّرت رأيهم وعقلهم في كثير من توجيهاتك التي تدعو للتآلف والتآزر ووحدة المصير والتعايش بأرقى صورها..
إننا السوريون اليوم بحاجتك كما كنا.. إننا بحاجة أن تُمنح حقوقك و تسترد مكانتك وتأخذ فرصتك في نشل بلادنا مما فيه من ألم رهيب لم يُعرف له في العصر مثيل.. كنت ولازلت ذاك الباحث عن حلولها بإخلاص، المتنور بالثقافة الواسعة والعلم والفهم والتبصّر، أنت رمز لنا وأنت قائد لنا مهما جار الزمان فسلبك حتى الحرية ..
أنت الحر بيننا ولو خلف القضبان، أنت لسان صدق ومنطق إنسانية وعدل ولطف، أنت مضاء واستمرار مهما حاولوا تغييبه وإثناءه، أنت السطور التي عبّرت عن نفسها في زمن المحنة، فكنت القابض على دينه القابض على جمرة.. أنت "إرادة حياة للوطن" بكل ما للعبارة من معنى.. أنت معين عذب حينما قل ماء المعين، أنت أساس راسخ وعزيمة صلبة ماضية، أنت لخصت وشخصت الداء والدواء، أنت الباحث بإخلاص عن الخلاص.. أنت من بحاجته الوطن فعد لنا إننا في انتظار..
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة