كاتبة سوريّة وإعلامية، في مصر، مشرفة على موقع (إنسان جديد)
بمناسبة يوم المرأة العالمي.. المرأة خارج الصندوق
الثامن من مارس آذار، اليوم العالمي للمرأة، يحتفل العالم فيه بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء، بالنسبة لمجتمعاتنا العربية؛ فإن يوماً تاريخياً يتعلق بالمرأة نحتاجه، ولكن ليس كل عام، بل عندما ننجح جميعاً في علاج منظومة واسعة من تفكير سلبي؛ عَمِل على ظلم المرأة والانتقاص من مكانتها، وأسهمت المرأة -نفسها- في تعزيزه وتثبيته، حتى غدا راسخاً في العقل الَجمْعي للمجتمع...
نحتاج يوماً تاريخياً، وذلك:
• عندما نلغي من قاموس مجتمعنا بعض الأمثال الشعبية مثل: (همّ البنات للممات، وظل رجّال ولا ظل الحيط، والرجّال بالبيت رحمة ولو كان فحمة، وعَقْربتين ع الحيط ولا بنتين بالبيت، والبنت يا بتسترها يا بتقبرها، وتجوَّز معلقة ولا تتجوز مطلقة، وشاوروهن وخالفوهن، .... إلخ).
• عندما يكون زواج الأرملة أو المطلقة بعد انتهاء عِدَّتها أمراً عادياً ومقبولاً في المجتمع، بل حقاً للمرأة، وليس عيباً ولا عاراً يستوجب الغمز واللمز وإطلاق الألسنة بحقها.
• عندما يكون صوت المرأة الذي لا لحن فيه ولا خضوع ثورةً وليس عورة.
• عندما تكون الكلمة الفصل في الارتباط بشريك الحياة عندها ولها، دون إجبار من أب أو أخ أو عمّ.
• عندما تتسع مقاييس إهانة شرف الرجل وكرامته لتشمل أموراً أكثر من الأمور الجنسية التي تتعلق بأخته وبنته، بل لتصبح أموراً تتعلق بتقصيرها العلمي والفكري وتخلفها عن مسيرة الحياة بفكرها وعقلها.
• عندما يترسخ في المجتمع أن القوامة التي يرفعها الرجل على أنها وسامُ شرف له، هي بما خصَّه الله تعالى في الآية: (ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ) [النساء: 34]... فيدرك أنها مسؤوليةَ تكليفٍ له، ومنحةَ تشريفٍ لها، ولتغدو قِوامتُه عليها قوامة إنفاق ونصح وحماية، لا قوامة قهر واضطهاد وتسلّط...
• عندما يرتبط مفهوم التحرر للمرأة بحرية إرادتها وعزيمتها وحرية تعبيرها عن ملكاتها النفسية، بحريةٍ تُكرِّمها وتنأى بها أن يكون جسدُها وسيلةَ ترويجٍ للبضائع والسلع...
• عندما يرتبط مفهوم الحفاظ على الفتاة وصونها وحمايتها بتأهيلها وتدريبها على اتخاذ قراراتها، بمنحها فرصاً في الحياة لتتعلم، وتعزيز ثقتها بنفسها أنها قادرة على قيادة حياتها، وأن رأيها معتبَر في بيتها ومجتمعها، فذلك أكبر حماية وحصانة لها، لأنه يرتبط بها لا برَجلٍ يمكن أن يرحل عنها.
• عندما تدرك المرأة نفسها، وكذلك الرجل: أن العلاقة بينهما ليست علاقة تفاضلٍ بل علاقة تكاملٍ، وأن الصفات الجسدية التي يتفوق فيها الرجل عليها تقابلها صفات نفسية تتفوق فيها عليه، وما ذلك إلا لتتمّ عِمارة الكون...
• عندما تكون فرحة الزوجين بإنجابهما للذكر هي ذاتها فرحتهما بإنجابهما للأنثى.
• عندما يربي الأهل أولادهم على أن خطأ الصبي كخطأ البنت، وأن معيار الكف عن الخطأ هو رقابة الله لا رقابة المجتمع، والميزان هو (الحلال والحرام) لا (العيب).
• عندما يرجع الرجل مع زوجته من العمل فيبادر معها لحمل مسؤوليات البيت والأولاد، لا يذهب هو لينام وتذهب هي -وحدها- لتكمل مشوار العمل والتعب في تدبير شؤون البيت ورعاية الأولاد.
• عندما يستقر في ذهن الرجل أن ضلعه الأعوج الذي خلق الله منه امرأته، هو أقرب أضلاعه إلى قلبه، وما عِوَجُه لضعفٍ أو انتقاص منه، بل ليكون صدراً يحيط بقلبه ويحميه...
• عندما لا يشعر الشاب أو الرجل أن ذِكْرَ اسم أمه أو زوجتهِ أو بنتهِ عيب أو عارٌ، فلا يُصادر حقها في أن تُنادى باسمها دون إخفائه بأقرب (ذَكَر) ترتبط به، فتكون قبل الزواج كريمةَ فلان، وبعد الزواج (مدام) فلان، وبعد الإنجاب أمّ فلان، بل تكون كزوجات النبي [ وبناته اللواتي عُرفتْ أسماؤهنّ، وكانت ألقاب بعضهن تكريماً لهنَّ وليس حرجاً...
• عندما لا تكون المرأة -نفسُها- مرسِّخة لثقافة ظُلمها باسم الدين، بينما الدين عن هذه الثقافة بعيد...
عندما يحدث كل هذا سيكون يوماً تاريخياً بلا شك، وسنفرح جميعاً أن مجتمعاتنا أخرجت المرأة من صندوق العادات والتقاليد السلبية، إلى رحابة الاحتكام الحق للشرع الحنيف.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة