إخصائية تغذية وكاتبة اجتماعية ومهتمة بقضايا الشابات
الشاب اللقطة
أصبحت (موضة) أن تضع الفتاة مواصفات الشاب "اللقطة" الذي تحلم فيه، والكثيرات يشتركن في التالي: أريده إنسانا يحيا فيه الدين.. يعرف ما عليه من واجبات وما له من حقوق.. يحب الله بدون تعقيدات ولا انتماءات حزبية..
والشرط الأخير ضعوا تحته خطين أو ثلاثة.
كل هذا جميل، لكن الواقع في ناحية والأحلام في ناحية، وأخشى أن تنجرف الفتاة من خوفها من (الانتماءات الحزبية) إلى التنازل عن أشياء أخرى مقابل الحرية الفكرية!
أحب أن أقول كلمتين لصاحبة الحلم:
على الأقل الشاب لديه فكر وهمّ يتجاوز شكل جسم زوجته بعد الولادة؛ وطعامها الذي لم يصل إلى مستوى طعام والدته..
على الأقل لديه صحبة صالحة تذكره بمبادئه إن هو انجرف يوماً، وكلنا يعرف فائدة الصحبة التي قد تزين الإيمان؛ وقد تزين الكفر سواء بسواء.. وبيئة العمل لا تفرض بالضرورة الصحبة الصالحة التي تطمئنين إلى وجود زوجك بجوارها! (العكس هو الشائع).
على الأقل خرج من دائرة (خيري لنفسي) إلى (خيري لنفسي ومجتمعي) لأن انتماءه الحزبي يعني أنه تجاوز نطاق الاعتقاد إلى نطاق العمل.. وهذا يجعله ذا شخصية إيجابية أكثر، ليس في نشر مبادئه فحسب بل في كل أمر من أمور الحياة والتي من ضمنها طريقة تعامله معك ومع الأولاد.
ثم إنّ التعقيد في فهم الدين حتماً ليس من نصيب الفتى الحزبي، إذ إن له مرجعية يحترم حكمها لو اختلفت وجهات النظر.. الخوف كل الخوف ممن يفهمون الدين على طريقتهم بلا مرجع معين.. فيأخذون منه ما يشاؤون؛ ويتركون ما يشاؤون.. كم قابلنا من رجال يشددون على زوجاتهم بارتداء الخمار الكامل والإنجاب المستمر بدون أي راحة أو وسيلة تنظيم، وهو يردد الأحاديث التي تدعم وجهة نظره، ثم وفي الوقت نفسه.. يستولي على راتبها بالكامل ويحرمها من زيارة أهلها، وله في ذلك حججه أيضاً.. التي يكون فيها هو الخصم والحكم.. إذا لم يعجبك كلامه فإلى من تطلبين منه أن يحتكم؟ لا أحد.. هو هكذا مقتنع ولا يقبل أحداً آخر ليقنعه بشيء مختلف.. الفلسفة الدينية في أوج بهائها عند من لا يتبعون مدرسة معينة، مهما كانت!
الرجل الحزبي لا يعني بالضرورة أنه مطارد؛ أو أن البيت آخر اهتماماته! فهذه سمات شخصية لا علاقة لها بالانتماء.. من لديه مشكلة في الهروب من البيت سيهرب سواء للقيام بواجباته الدعوية التي يراها كذلك، أو للجلوس مع أصدقائه ولعب النرد! فلا علاقة لهذا بذاك.
وجهة نظر أخرى أحببت أن تصلكنّ معشر العرائس المرتقبات.. قبل اتخاذ القرار.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة