باحث في مؤسسة القدس الدولية، متخصص في التاريخ الإسلامي، كاتب في عدد من المجلات والمواقع الالكترونية، عضو رابطة أدباء الشام، ومسؤول لجنة الأقصى وفلسطين في جمعية الاتحاد الإسلامي.
اليمن السعيد.. وشراذم العبيد
كتب بواسطة أ. علي إبراهيم
التاريخ:
فى : قصص
2855 مشاهدة
وفي ما نقل عن المؤرخ الكبير أبو الفضل محمد بن النهروان، ما أورده عن أحداث عام 1436 هجرية، وما يوافقها بعضها من عام 2015 للميلاد وما جرى خلالها، ففي كتابه الحافل "كشف الحيرة عن تاريخ وأحداث الجزيرة"، وهو سجل عظيم بأحداث البلاد في شبه جزيرة العرب، وأيامهم مع تعليقات جليلة من مؤرخ جبل..
يقول ابن النهروان:
لم يهلّ مطلع هذا العام، إلا والعرب راقدون في الوهن والأرض من حولهم تتآكل بالمحن، وقد دقت أبوابهم الأخطار وبلغ الدهماء كل ساح ودار، فقُتل أهل السنّة في العراق وأبيدوا في بلاد الشام حتى باتوا في شتات وافتراق، وفي مصر غيلان العسكر لم يذرو من أهل الإسلام باق وعليهم ضيقوا الخناق ...
أما بلاد اليمن السعيد فقد ابتليت بشرذمة من العبيد، وتغولت فيها فارس واحتل ذنبها الحوثي أصقاعًا من البلاد وأضحت بلا سائس، واستعلى سادة قمّ وطهران وأكملوا هلالهم فيها وحكام الجزيرة بين ناكس وبائس...
حاربت جماعة الحوثي أهل الصلاح وانتهكت قطعانه صروح جماعة الإصلاح، رفعوا في الساحات شعار الموت للغرب وحاصىروا أهل السنة بلا أدنى ريب، ولغوا بالدماء الحُرم وتوعدوا بالزحف نحو بلاد الحرَم...
وما جعل الحليم حيرانا والعدو نشوانا، سكوت حكام الخليج والاكتفاء على عادة العرب - في ذلك الزمن - ببيانات الاستنكار والشجب، كأنهم قوم ندبٍ وما كان لهم سبقٌ في غزوٍ وحرب، خنعوا للذل والناس من سكوتهم وخنوعم قد ملّ وذلّ....
هذا واقع الجزيرة خاصة وبلاد العرب والمسلمين عامة، وقد اشتعلت حولهم النيران، والعرب – وا أسفاه- يتطاولون في البنيان ويشترون أقبح الشياه بأرفع الأثمان، في تبديد معلوم للثروات والأموال، وانغماسٍ في الملذات عن شؤون الأمة وما تعتريها من أحوال...
وفي زمن السرعة ذاك استيقظ العباد فجر الخميس الـ 5 من جمادى الآخر 1436 لهجرة رسول الله عليه الصلاة والسلام، الموافق 26 من شهر آذار 2015 م، حيث صدحت فيها نشرات الأخبار بأن العرب نهضوا من كبوتهم وخلعوا رداء الصمت والسكوت والبوار، مزيحين الصدأ عن أسلحتهم وطياراتهم مستهدفين الحوثي بالبارود والنار، هل كان حلمًا يراود الغلمان أم هي خطة من الأمريكي صاحب العصر والزمان...
أعلنوا بأن للحزم عاصفة، وبأنهم للحرب وقوف لا يرجف لهم بها راجفة، وأظهروا بأن يتابعون مجد الأوائل فكما جاهدوا في الشتاء، فهذه هي لنا الصائفة. وسارعت الدول للمشاركة في الحملة واعتلى خطباؤهم منابر التأييد بلا عناء، ولعمري لو كانوا في عصر السلطان صلاح الدين ما نال منهم خمس أوصاف التبجيل والثناء، كأنهم فتحوا البيت الأبيض والكرملين وما ضربوا عدن وصنعاء...
أسجل تاريخ الأيام بين ومضات الأمل وحسرات الآلام، فصحوة العرب طال انتظارها حتى صدئت سيوفهم في أغمادها، ولكننا قوم اعتدنا على ردات الفعل وابتعدنا عن التخطيط كأننل قوم هطل، ومع تعالي صيحات الظفر والنصر كان المسلمون في سوريا يعانون من كل جور وضربوا بغاز سام يدعى الكلور، وتحالف العرب عنهم في عما مع أن الأنهار سالت بالدما، واستبيح الآمنون في كل حما....
نكتفي إلى هذا الحد بنقل بعض ما سجله ابن النهروان عن تلك الأحداث والأيام ومع قطوفٍ أخرى من مؤرخ عاصر وعايش نكبات وخسائر...
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة