ماجستير في أصول الفقه/ جامعة العلوم والتكنولوجيا - اليمن USTYemen
على أبواب الخمسين
يقول جدي أنه لما بلغ الخمسين هم بكتابة ذكرياته وعنونها (ذكريات نصف قرن) وكنت أندهش أمعقول أن نصل الخمسين وما زال عندنا آمال وأحلام وطموحات، أليس كثيراً جداً أن يكبر الواحد ليبلغ هذا العمر!
ثم تفاجأت اليوم عندما أيقظتني صديقة غالية في عمر أولادي لتبارك لي وصولي الخمسين، وأقول لها تباركين لي قرب نهايتي فتقول احمدي ربك فقد اجتزتيهم بسلام... صدقت يا ابنتي الغالية أميمة...
ولا أخفيكم أنني في أحيان كثيرة أشعر بأني هرمت وبلغت من العمر عتياً وفي أحيان أخرى كثيرة أشعر بالغرابة فروحي ما زالت وثابة شغوفة كشابة...
عادة تخفي النساء ما بلغته من السنين ولعلي فكرت أن أفعل مثلهم، ثم تراجعت لما وجدت من عجائز متصابيات حولي يخفين تجاعيدهن ويفتعلن تصرفات شابة مما يثير الاشمئزاز، تسير الأم مع ابنتها تقلدها في لباسها وطريقتها فلا نحترمها لأنها لم تحترم عمرها.
والوالدة حفظها الله علمتنا أن لكل عمر جماله وعلينا أن نعيشه، فطيش الشباب وصخبه الذي يصاحبه، وما بعده من مسؤوليات الزواج وتربية الأولاد والضجيج والركض هنا وهناك، ثم فراقهم وزواجهم وأولادهم، والوحدة مع الذكريات... كل مرحلة لها جمالها.
وأننا في شبابنا وإن كنا أجمل شكلاً لكننا مع تقدم العمر نخسر من الخارج لنكسب من الداخل شخصية فيها خبرة بالحياة وتوازن في النظر إلى الأمور وهدوء في معالجة المشاكل.
السنوات وحدها لا تمنح الإنسان شهادة بل أعماله وإنجازاته، فقد يعيش الإنسان طويلاً ولا يعيش وقد يقصر عمره وهو طويل؛ كأولئك الشهداء الشباب الذين غادرونا سريعاً بأجسامهم لكن أرواحهم ما زالت تعيش بيننا تلهمنا أن نحذو حذوهم.
أسأل الله العظيم ان يبارك في أعمارنا وأن يغفر لنا تقصيرنا وأن يرزقنا عملاً صالحاً يبقى في هذه الدار عندما نغادرها إلى الدار الآخرة...
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن