شبابنا تنقصهم التجارب
كتب بواسطة محمد ياسر الطباع
التاريخ:
فى : شباب بنات
2586 مشاهدة

عندما يجاوز الشاب عندنا العشرين من عمره يكون قد شاهد بين ٢٠ و ٢٥ ألف ساعة تلفاز ( بدأ مشاهدة التلفاز بعمر ٣ سنوات و بمعدل ٤ ساعات في اليوم ) ...
و قرأ ما يقارب ٣٥ ألف صفحة فيسبوك ( بدأ منذ ٥ أعوام و يقرأ ٢٠ صفحة في اليوم ) ...
و انتصر في آلاف المعارك أو المباريات الوهمية في ألعاب النت و الكمبيوتر play station و x-box و غيرهم ...
لعله قرأ بين العشرة أو العشرين كتاباً في أحسن تقدير ...
أو ذهب في رحلة تخييم يتيمة ...
أو تسلق جبل و شارك في رحلة صيد لو كان محظوظاً ...
و يمكن قد يكون قد شارك في مسابقة أو بطولة رياضية لو كان رياضياً ...
معظم تجاربه يكون هو فيها الطرف السلبي و المتلقي لما يعرض عليه و ليس ما يصنعه أو يقرره هو ، أو من يهمه مصلحته .
و لو تحرك ففي فضاء و عالم وهمي يغرقه كلما تحرك فيه مثل الرمال المتحركة .
الرابط الأكبر بينه و بين قرءآنه فريق رياضي أو فرقة غنائية ... و الحدث الأعظم حصوله على صورة " سلفي " مع لاعب أو مغنٍ مشهور ... أو انتصار ال idol الذي يظن أنه يمثله !
حقيقة لا ألوم من وجد نفسه فجأة في جسد شاب في العشرين من عمره و كان ذلك حد علمه و خبراته و اهتماماته ... بل ألوم من رباه ، أو عجز عن ذلك بالمعنى الأدق .
و عندما يحاول الأهل تعويض ما نقص ابنهم في عمر متأخر أو تقويمه فإنهم يلجؤون في البداية إلى الخطب و الحكم و المواعظ ، و عندما تفشل كالعادة يكون العقاب ، و الذي يضيف إلى الفشل القطيعة بين الأهل و الابن .
شبابنا لا يحتاجون إلى مواعظ ... بل إلى تجارب .
فاليوم الذي يقضيه الشاب اليافع في مركز عمل تطوعي يخدم الفقراء سيسمح له بتذوق لذة العطاء و التي لن تزول من قلبه أبداً.
و اليوم الذي يقضيه ماشياً مع والده في الجبال ثم مخيماً في الليل لن ينساه ، و لن ينسى الحديث الذي سيرويه له والده تلك الليلة .
و اليوم الذي سيصنع فيه مشروعاً أو يبيع منتجاً أو ينال كأس بطولة سيحفر في ذاكرته .
مثال جميل على التجارب الغنية هو برنامج " فصل دراسي في البحر " Semester at Sea و هو برنامج دراسي معترف به من جامعة فيرجينيا الأمريكية ، تم البدأ به منذ خمسين عاماً و درب خلالها فوق الخمسين ألف طالب . و فيه يقضي فيه ٧٢٠ طالب سنوياً ١٠٠ يوم في على قارب ضخم في عرض البحر يقطعون فيه المحيطات و يتنقلون بين ١١ دولة في آسيا و أوروبا و أفريقيا و أمريكا الجنوبية يزورون أهم معالمها و هم يحضرون دروساً يومية في قاعات دراسية على هذا القارب .
كم ستكون لدى المربي فرص عظيمة في تجربة كهذه ؟
مئات الساعات و التجارب و المشاهد القيمة التي لن تزول من حياة الشاب بسهولة .
أعلم أنه لدينا بعض التجارب في عالمنا العربي و لكنها ما زالت دون المستوى المطلوب من حيث التنوع و الانتشار .
لن يعارض أي شاب المشاركة في تجربة تحترم عمره و ذكاءه و يشارك هو في اختيارها أو تصميمها ...
و لكنه سيعارض على الأغلب أي حديث يفرض عليه أو أي موعظة لا يثق بصدق قائلها أو علمه و تجربته أو حتى لا يحترمه .
ثقافة و اهتمامات و طموحات أي جيل هو نتاج الجيل الذي سبقه ، فعلى من يقع اللوم ؟
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يريده القرآن ـ الجزء السادس
وجوه النفاق.. في الدين والحياة
تأثير التنمُّر على نفسيّة الطفل
أشرَق الأمل... وعاد الحقُّ إلى أهله
جواب العلم والدين.. لما تعارض عن يقين! الجزء الثالث