كاتبة
طفلتي و.. الصيام
تسللتْ طفلتي – التي قاربت الثامنة من عمرها – إلى غرفتي على استحياء، عقب عودتها من المدرسة، وهمستْ وقد احمرّ لونها: ماما .. لقد أفطرتُ اليوم
شهقتُ متعجبة: متى؟ !!.. فقد كانت مصممةً على صيام رمضان كله هذا العام قالت وقد التمعت الدموع في عينيها : أكلتُ في المدرسة سألتُها بهدوء : هل اشتريتِ شيئًا من المقصف؟
هزتْ رأسها نافية: لا .. ولكن لم تستطع لبابة ( ابنة خالتها وبعمرها ) أن تكمل شطيرتها، فأكلتُها أنا .
- وهل أفطرتِ لتكملي الشطيرة فقط؟ أجابتْ بتردد: لا .. لقد اشتهيتُها
- يعني لم تشعري بالجوع، إنما اشتهيتِ فقط، أما خطر لك أن الشيطان يحاول أن يشهّيكِ حتى تفطري؟ أطرقتْ صامتة، قلت: اسمعي يا جمان، كلنا نشتهي الطعام حين الصوم، لكننا نقاوم رغبتنا في أكله إرضاء لله، وحتى تقوى إرادتنا ونستطيع قهر الشيطان وهزمه قاطعتني بشبه احتجاج: ولكني ما زلتُ صغيرة يا أمي
- وشيطانك أيضًا ما زال صغيرًا، فإذا لم تغلبيه اليوم سيقوى ويكبر أكثر وقد لا تستطيعين أن تغلبيه بعدها، ولذا أريدكِ أن تعتادي الصيام كما اعتدتِ الصلاة، لتقاومي الشيطان دائمًا فلا يغلبكِ أبدًا.
- لكنك قلتِ لي إني أستطيع الإفطار إذا جعتُ كثيرًا؟
- صحيح قلتُ إذا شعرتِ بجوعٍ كبيرٍ أو أحسستِ بالتعب، يمكنكِ أن تفطري ولكن تذكّري أن الله يعلم إذا كنتِ فعلًا تشعرين بالجوع أو التعب، أن تفطرين لأنكِ اشتهيتِ الطعام فقط .
ابتسمتْ بخجلٍ وقالت: أعرف يا أمي .. ولكن أمي هل آخذ أجرًا على صومي؟ - نعم تأخذين، وننال أنا وأبوك أجرًا كذلك هتفتْ متعجبة: كيف؟ وأنا التي أصوم؟
- لأننا نشجعكِ على الصيام، ونربيكِ على طاعة الله وحبّه، فيكتب لنا الله الأجر بذلك، أفلا تريدين أن يكون لنا الثواب والأجر معكِ؟ - احتضنتني قائلة بحماس : نعم نعم .. سأصوم لأطيع ربي وأقهر شيطاني وأمنحكِ الأجر يا أمي .
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة