باحث في مؤسسة القدس الدولية، متخصص في التاريخ الإسلامي، كاتب في عدد من المجلات والمواقع الالكترونية، عضو رابطة أدباء الشام، ومسؤول لجنة الأقصى وفلسطين في جمعية الاتحاد الإسلامي.
من كوامن الحنين
كتب بواسطة أ. علي إبراهيم
التاريخ:
فى : بوح الخاطر
2246 مشاهدة
تنقل خطواتك بكثيرٍ من التؤدة والخشوع، وتسري القلوب من حولك، كأنسامٍ ضافية بالحب والطمأنينة، تخطو نحو محرابها الأجلّ، وهناك في آخر الطريق، تعلو مئذنته شامخة سامقة، لها إهاب من نور، وهالات أنسها تشع في ليالي الشهر الكريم...
تأخذني هذه المئذنة التي لم تستطع أيادي الغدر أن تكسر شموخها وعزتها، لذكريات ظننت أنني قد نسيتها، للحظات الحزن الكالح بالدماء، والحسرات التي اشتعلت في القلب، وتركت الأثر الغائر في وجدان وذاكرة المدينة، ونزف الأحاسيس يوجع كل ذي لبّ أريب...
نقترب من باب المسجد، ومنادي الإيمان يعلو صادحًا، بوحدانية لا يجانبها شك، وبدعوةٍ لا يضاهيها قرب... تدخل ورأسك منخفضة قليلًا، بتعبير جبليّ للاحترام، فكيف وهو بيت من بيوت الله تعالى، والموعد ركعات تزيل أدران الحياة، وتئد رذائلها الممجوجة، فتحار بين روائع المكان، وقدسية الزمان، وذلك الحنين الذي يترصدني بين هذا وذاك، يطوّف بي بين ملامح ولحظات لن تعود فقد طويت لغير رجعة... وتظلّ "ألا ليت" تصدح بلا جواب...
يبدأ الإمام بالتأكيد المتجدد "الله أكبر" فتسري نفسك في ملكوت هذه الترنيمة الجليلة، وتعلو دقات القلب مع "بسم الله"، فتطوف بنا في رحاب كتاب الله تعالى، تخلع تلك السرابيل التي تقيد الروح، تكسر قيودًا رانت حينًا بإرادة وبغيرها، فتتصاعد نفسك مدارج السالكين في لحظة خاشعة، بعد أن اعتصرت القلب ساعات الغفلة والتيه، وهنّات متراكمة في سراديب الذات... ولا صدى إلا لكلام الله تعالى، تصدح أحرفه بين جوانب النفس، فتعيدها لخالقها صاغرةً متضائلة مع "الله أكبر"...
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة