الأطفال والنار
الأطفال إذا لم نتحدث معهم منذ صغرهم عن النار ..كيف سيفهمون أمور عقيدتهم ؟
أنا ضد كل مربي يبدأ حواره مع أطفاله بالنار والجحيم، فهذه إنما بذور في بيئة خصبة للإلحاد، ثم إنها افتراء على الله، فمثلهم لا يحاسب عند الله....
السبب؟
الأطفال يملكون ملكة التخيل وربط الأمور بتصورات في أذهانهم، أما المنطق والتحليل والربط فهي مكتسبة مع التقدم في السن، فلك أن تتخيل كيف يتصور الله عندما تحدثه انه سيضعه في النار.
أما ماذا تفعل مع الطفل، علمه أولآ أنه عندما يكسر صحنآ أو "يستعير" مالآ من جيبك دون علمك أو حتى إن أحرق غرفة، علمه أن يركض إليك لا ان يهرب منك!، علمه أن مكمن الأمان في حجرك وإن ضاقت به الدنيا...
ثم علمه الخصال الحميدة وحب الخير، واجعله واثقآ بنفسه له رأي ومشورة على صغر سنه، وفهمه أن سنين عمره هذه إنما هي فترة تتشكل فيها شخصيته لآخر عمره، فمن شب على شيء شاب عليه، وعوده على الأمانة والمسؤولية وكافئه على التزامه -سأذكر مثالآ بالنهاية-...
أما عن الله فلا تحدثه إلا عن جماله ورحمته، فهو إن أخطأ فسيرجع إليه بفطرته!، وادعو الله أن يصلحه وينفع به، فبعد ذلك لن يردك الله أبدآ فهي دعوة الأنبياء!
أما عن طريقة لتعليمهم المسؤولية والصدق والأمانة في آن واحد:
ضع لهم صندوقآ فيه مصروفهم الشخصي ودفترآ وقلم، ودع الأكبر يتحمل المسؤولية ويتعامل، وضع مكافئة لهم إن التزموا بالمبلغ المحدد لهم يوميآ...
فتعلمهم الأمانة والصدق والمسؤولية، وتعلمهم الحسابات والنظر للمستقبل والادخار وعدم تمكن حب التملك منهم، وتجعل بينهم ما لا ينسى وإن شابوا، فيد الصغير التي تمتد وتلتقفها يد الكبير لتضع فيها مالآ فيها بينهم حب وود ورحمة سيشيبوا عليها بإذن المولى.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة