طالب جامعي
علّمني ابن عشرة..
كتب بواسطة علاء الدين العمري
التاريخ:
فى : قصص
2655 مشاهدة
في ليلةِ 23 رمضان بكيتُ..
وذرفت من الدمعِ الحارّ ما تنوء عن حمل فيضهِ لحية...
لكنه لم يكن بكاء الورع التقيّ ولا العابد النقيّ..
بل بكاء الخائب على ما في قلبه ..
وذلكَ أننا وصلنا المسجد متأخرين مُهطعين نبتغي اللحاق بصلاة العشاء الآخرة..
ولم نجد إلا صفّا بمحاذاة الباب لم يكتمل ، فأدركناهُ حتى كاد يكتمل بنا إلا فسحة تسعُ صغيراً..
وكنت على طرف الصفّ ، فجاءني صبيّ صغير لا أظنه بلغ العاشرة والتصق بي التصاقا شديدا حتّى كانت قدمه على ظهر قدمي !
نظرتُ إلى قدمهِ فأزحتها عن قدمي ..
فعاد ورصّني أشدّ من سابقتها ، فأبعدت قدمي مرة أخرى وجعلت بيني وبينه مسافة..
لم يتركني !
عاد ورصّني مرّة أخرى ووضع قدمه على ظهر قدمي..
غضبت أنا ..
وأبعدته بيدي !
فلم يرتدع حتى كررها أزيد من عشرِ مرات !
ووالله اني لأضيق الناس به ، وضاق علي المسجد بما رحب حتى بادرني خاطر أن ألطمه في الصلاة قاطعا لها وأنا أشتمه بيني وبين نفسي على " هيك ترباية"، فتعوذت بالله والتفت إلى صلاتي ...
فلمّا أنهينا الصلاة ...ِ
التفتُّ إليه غاضبا أخبره أنه " عيب عمو " لانه ازعجتني في الصلاة..
فما تحرّكت له شعرة ولا اهتزّ له بنان ...
ونظر إلي وهو يقول : لقد أمرنا رسول الله بالتراصّ وسد الثغرات في الصفوف وأنها سنته...
فكيف تعصيه؟!!
فبُهتُّ وأُسقط في يدي حتى تمنيت لو بلعتني الأرض ..
وقلت علّمني ابن عشرة..
فوالله ما ان قالها حتى قام ورحل ..
وتركني وراءه حزينا على ما فرطنا في جنب رسول الله وسنته ...
وقلتُ : لو أن رجالنا بنصف هُدى هذا الصبي لكانت أمتنا في تمكين ..
فسبحان الله ..
انظروا قلبه وقلبي...
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة