الصاحب ساحب
أعزائي:
مَن هم الأصدقاء الذين تُصاحبون؟
مَن الذين رافقوكم هذا العام أو هذا الصيف؟
لنفكر مليّاً؛ فكما أنه من الواجب علينا أن نراجع أفعالنا ونحاسب أنفسنا، فكذلك من الواجب أن نراجع صداقاتنا ونعرف أصدقاءنا ونعيد اختيارهم من جديد.
لذا يجب أن يكون لدينا ميزانٌ دقيقٌ نختار من خلاله الأصدقاء. ولكن ما هذا الميزان؟ وكيف نَزِين به صديقنا؟
إننا نَزِين أفعاله وتصرفاته، ونسأل أنفسنا: هل كان هذا الصديق ناصحاً أميناً؟ هل دعاني إلى الخير ونصحني بالابتعاد عن الأخطاء؟ هل تحلّى بالأخلاق الحسنة التي أثّرت فيّ؟
إن كان صديقك بهذه المواصفات فهو نِعْم الصديق، أما إن كان غير ذلك بأن دعاك للخطأ والشر، ونصحك بالابتعاد عن الصواب، فأثّر فيك وجعلك تتبعه بشكل أعمى، ووجدتَ سوءاً في خُلُقه فهو بئس الصديق..
إذن أعزائي: ما رأيكم أن نعيد التفكير في صداقاتنا لأنّ الصاحب ساحب؟ ولا بُدَّ من الاستعانة بمشورة الوالدين ونُصْحِهما، فهما يمدّانكم بخبرة كبيرة، ويستطيعان المساعدة إن الْتبس عليكم الأمر، كما يحرصان على الصحبة الصالحة التي تنفع أولادهما، وتملأ أوقات فراغهم بالمفيد من الأعمال.
أحبائي:
لا بدَّ أن أذكِّركم أن التمتع بالشخصية القوية يجعلكم قدوة لأصدقائكم؛ فليكن الواحد منكم فاعلاً ومؤثِّراً وناصحاً؛ يقود مَن حوله إلى الرشاد، ولا يكن عكس ذلك ضعيفاً ومقلِّداً لغيره؛ إن أساء أساء وإن أحسن أحسن.
أخيراً أعزائي:
إنّ الصحبة الصالحة تُثمر وتزهر أعمالاً يرضى بها الله عز وجل، ويرضى بها الناس...
فما أحلى الأصدقاء عندما يتسابقون لتحصيل أعلى الدرجات في دراستهم.
وما أحلى الأصدقاء عندما يتناصحون ويتسابقون إلى الخير والمعروف، وعندما يذكّر بعضهم بعضاً بالخشية من الله تعالى، وبِبِِرّ الوالديْن، وبالاهتمام بأمور المسلمين...
وما أروع الأصدقاء عندما تجمعهم حلقات الذِّكر وحفظ القرآن ويسارعون إلى رضا الرحمن، ليرضى عنهم ويُدخلهم جنات النعيم.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن