طالب ثانوي مهتم بشؤون المسلمين | لبنان
الجاهلية الجديدة
المجتمع الجاهلي هو مجتمع لا تُطبَّق فيه شريعة الله، ولا يُتصور منه الإسلام في ضوابطه وتعاليمه وقِيَمه؛ بل الحاكمية فيه للبشر، تطبق فيه قوانينهم وشرائعهم المنبثقة من أهوائهم ونزعاتهم...
والجاهلية إما أن تكون جهلاً بحقيقة الألوهية وخصائصها، وإما بالسلوك، أي بعبارة أخرى: عدم اتباع ما أنزل الله.
والجاهلية لا تنحصر في حقبة تاريخية معينة، إنما هي حالة اجتماعية تعكسها تصوّرات البشرية للحياة ومدى تأثّرهم بالعقيدة ومدى تأثير العقيدة في حياتهم ومجتمعاتهم، فالجاهلية ما زالت منذ زمنٍ تتقوّى وتظهر، حتى غدت أشدّ من تلك التي عاصرها النبي!
والجاهلية ليست محصورة بعبادة الأصنام؛ بل هي كلُّ أمر في أي عصر مخالف للشريعة الإلهية...
إنما هي شيطان، يتخذ صوراً شتى بحسب الظروف المجتمعية والبيئة العصرية، فتتشابه كلها في أنها "جاهلية" وإن اختلف شكل هذا الشيطان من الخارج فإنه يبقى شيطاناً!
والجاهلية الحديثة تملك كثيراً من العلم، وكثيراً من القوة المادية، وقد استطاعت أن تخطو بالبشرية جمعاء خطوات شاسعة، وحققت إنجازات حضارية مادية كثيرة للبشر، فصارت المادية عند الغربيين والجاهليين طاغوتاً يُعبد من دون الله!!! فقد تغلغلت هذه الجاهلية في تصورات الناس للعقيدة والحياة، فجعلت من الدين مزاجاً شخصياً لا تربطه صلة بواقع الحياة... بل هو محصور بسطحية العلاقة بين العبد وربه!! تماماً كما أدركها فرعون...
وإن كثيراً من الناس ليَعجب من هذه التسمية...
ففي ظل الحضارة والمدنية والعلم والتطور، وسيطرة الإنسان على الطبيعة، ينعت جيلاً بـ "الجاهلية الجديدة"؟!
نعــــــم، إن الصراعـــــــات البغيضة التي تضع نصب عينها إفناء الآخر هي جاهلية جديدة...
إن الإباحية والتفلت من ضوابط الأخلاق جاهلية جديدة...
إن التفسيرات المادية للحياة التي تساوي ما بين الإنسان والبهائم جاهلية جديدة..
إن عبادة الناس لبعضهم هو مثل عبادتهم للَّات والعُزَّى.. فالجاهلية قد تُهزم لكنها لا تنتهي ما دام في الأرض مخلوق ينافح عن الباطل ويكافح اسمه إبليس!
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن