القدس حقائق وثوابت
عام 1948م استولى الاحتلال الإسرائيلي على 84% من القدس باحتلال الشطر الغربي، وفي عام 1967م استكمل احتلال باقي القدس باحتلال الشطر الشرقي. فعمل على:
• تزوير هوية القدس: يمضي الاحتلال في سباق مع الزمن من أجل حسم هوية القدس الدينية والثقافية لتكون عاصمة يهودية موحدة لدولته الغاصبة. وفي هذا السياق تأتي كل المخططات التهويدية من أجل تزوير التاريخ والجغرافيا وطمس المعالم العربية والإسلامية والمسيحية في المدينة، وطرد أهلها.
• تهويد قطاعات القدس: يسعى الاحتلال إلى تدمير مقومات صمود المجتمع المقدسي من خلال فرض الضرائب والقيود، والإجهاز على القطاعات الحياتية المختلفة من تعليم وإسكان وصحة... وما يرافق ذلك من فقر و بطالة، تمهيداً للاستفراد بالمدينة وتنفيذ الحلم الصهيوني بتحويلها لعاصمة يهودية بالكامل.
• الميزان الديموغرافي: يمارس الاحتلال سياسة طرد المقدسيين وتهجيرهم من أجل ضمان التفوق السكاني اليهودي في القدس. وقد بلغ عدد السكان المقدسيين عام 2014م نحو 301,000 نسمة، يشكِّلون 37% من إجمالي سكان القدس، فيما يسعى الاحتلال لأن لا تزيد نسبتهم على 22%.
• الوضع القانوني للمقدسيين: أعطى الاحتلال المقدسيين تصريحاً جماعياً للبقاء في المدينة على أساس مكانة هشَّة، فهم ليسوا مواطنين، ولكنهم مقيمون إقامة دائمة ويحملون بطاقة إقامة زرقاء.
ويلجأ الاحتلال إلى وسائل عديدة لتهجير المقدسيين، منها سحب بطاقات الإقامة، وهدم منازلهم، ومنعهم من البناء، والتضييق عليهم اجتماعياً واقتصادياً، وقد سحب الاحتلال بطاقات الإقامة من 14.309 مقدسياً، ما بين الأعوام 1967و2013م.
• الجدار العازل: في 10/7/2005م صادق الاحتلال على مسار الجدار العازل حول القدس بهدف إفراغ المقدسيين، وعزل المدينة المقدسة عن محيطها الجغرافي وعمقها الاستراتيجي في الضفة الغربية.
وقد صادر الجدار العازل مئات الدونمات من الأراضي الفلسطينية وضمَّها إلى القدس، وعزل نحو 70,000 من سكان القدس عن مدينتهم.
• الوضع الاقتصادي والاجتماعي: يعمد الاحتلال إلى التضييق على المجتمع المقدسي وإنهاكه اقتصادياً واجتماعياً؛ في محاولة لضرب وإضعاف مقومات صموده، ويعيش تحت خطر الفقر 75,3% من مجموع السكان المقدسيين، منهم 82,2% من الأطفال حسب إحصاء عام 2014م.
• التعليم: تُشرف على التعليم في القدس أربع جهات رئيسية هي: الأوقاف الإسلامية و تتبع للسلطة الوطنية الفلسطينية، وبلدية الاحتلال، والقطاع الخاص, ووكالة الأونروا.
حتى عام 2014م كان هناك نحو 10.000 طالب مقدسي خارج النظام التعليمي بسبب التردي في البُنى المدرسية وضعف التمويل وضيق المساحة الصفيَّة، في حين تشير إحصاءات عام 2014م إلى أن 53% من الطلاب المقدسيين خضعوا للتعليم في المدارس البلدية التابعة للاحتلال، ما يسمح للاحتلال بالسيطرة على قطاع التعليم تمهيداً لتهويد المناهج الدراسية.
• الهدم والمصادرة: تنفذ سلطات الاحتلال سياسة التهجير عبر إجراءات هدم المنازل وفرض القيود على رخص البناء، المصحوبة بالتبعية الاقتصادية للاحتلال وضرب حركة التجارة للقدس المحتلة وعزلها عن محيطها.
فقد قُدِّر عدد المنازل المهدمة منذ احتلال كامل القدس عام 1967م بنحو 3 آلاف منزل مقدسي، تضاعف خلال الفترة الممتدة منذ عام 2000م حتى مطلع عام 2014م بهدم 1137 منزلاً، فيما يوجد الآن 15 ألف منزل مهدَّد بالهدم، بما يرافقه من تشريد المقدسيين ودفعهم للرحيل خارج مدينتهم.
تزامن ذلك مع فرض سلطات الاحتلال قيوداً صارمة على البناء، عبر السماح للفلسطينيين بالبناء على ما مساحته 13% فقط في حدود ما يسمى بلدية الاحتلال، شريطة نيل الموافقة المسبقة، أما الجزء المتبقي، المقدر بنحو 87% فقد تمَّ تخصيصه لأغراض المستوطنات أو كمناطق أمنية أو مناطق خضراء.
• الاستيطان: ما يقارب 29 مستوطنة تجثم على صدر القدس، وتُسيطر على مساحة تُقدَّر ب43% من مساحة القدس داخل الجدار العازل، ويسكنها حوالي 270.000 يهودي.
ويخطِّط الاحتلال لبناء 600000 وحدة استيطانية ضمن مخطط «القدس الكبرى» في المناطق المتاخمة للضفة الغربية والمواقع الاستراتيجية بهدف زيادة عدد المستوطنين اليهود، وتغيير معالم المدينة وجغرافيتها من خلال زرع هذه المستوطنات.
• إبعاد رموز المدينة: يحاول الاحتلال محاصرة رموز القدس وإبعادهم عن المدينة من أجل قطع أي شريان للتضامن مع القدس، ومن أجل إخماد أي صوت يعلو في وجه الاحتلال، ومن هذا المنطلق اتخذ المحتل قراراً بإبعاد نوَّاب القدس المنتخبين محمد أبو طير، ومحمد طوطح، وأحمد عطون ووزيرها خالد أبو عرفة. كما أصدر قراراً بإبعاد مدير المسجد الأقصى الشيخ ناجح بكيرات، واستدعى مفتي القدس الشيخ محمد حسين للتحقيق، وأصدر قرارات بإبعاد واعتقال الشيخ رائد صلاح وغيرهم.
***
نستكمل في الجزء الثاني من المقال الحديث عن الأقصى والثوابت
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن