ناشط إسلامي في الحقل الشبابي، متخصِّص في الهندسة الميكانيكية | لبنان
العقبة... وإشراقة روح
تحت عنوان "لا أستطيع الصمود"، نراك لا زلت أنت كما أنت، سيَهْرَم الجسد في ريعان الشباب، أخي الكريم: أمَا آن للباب مِنْ طارق؟ أما آن لروحك أن تُشرق؟!
اعلم أنَّ الاقتحام هو دخول شجاع في شدائد، ومنابذة للخوف، ولتعلمْ أنَّ هذا الاقتحام قبل كل شيء هو دعوة صادرة من الله عزَّ وجلَّ، فالاستجابة لا تتخذ معناها من خصال المقتَحِم، ولا من وعورة المسلك، لكن من كونها تلبية لنداء الحق... قال تعالى: (فَلاَ اقتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ)... فهنيئاً للمقتحِمِين... وهذا هو الدرس المرجو منك تطبيقه، والسؤال الخطير الذي عليك التحضير للإجابة عنه: "هل حضَّرت نفسي وهيأتُها لأكون من زمرة المقتحِمين؟"
بل المطلوب منك في هذه الحياة مزيد بذل ومجاهدة، وادعاء الإيمان وحده لا يكفي، بل لا بدَّ من أن تبرهن عليه، وأن تبذل في سبيله.. فاقتحام العقبة يطلب منك أن تكون حراً من الشهوات، وأن تكون مستقيماً على أمر الله، وأن تكون ملتزماً شرع الله، لأن صفة المقتحِمين للعقبة هي صدق الإيمان، والتواصي فيما بينهم بالصبر على الطاعة.
لا تقل هذه مخالفة صغيرة ولن تؤثر، اعلم أنها هي كل التأثير ومصدر الشرر؟؟ فمن غير المعقول أن تملأ وعاء ماء بوجود فتحة في أسفله؛ مهما كانت صغيرة؟ فإنك مهما حاولت جاهداً تعبئته فسيذهب الماء هدراً، وكل جهودك ذهبت سدًى في الوصول لهدف ملء الوعاء؟! وكذلك نفسك، فكلما عالجت نفسك من ثقوب صغيرة على شكل إرهاصات وتقلبات مزاجية وخوف من الاقتحام بذنوب ومعاصٍ، كلما احتفظت بالإيمان في قلبك أكثر، وكلما زاد الإيمان زاد العمل الصالح، وارتقِ بنفسك للاستقامة، لأنه عندما تصل إليها نستطيع أن نقول أن روحك قد أشرقت واقتحمت العقبة وفزت...
عالج نفسك سريعاّ، وعوِّد نفسك على اقتحام العقبات لأنك لا بدَّ أنك فاعلها، والله وعَدنا بالابتلاء والفتنة. لا تجعل لنفسك ثمناً غير الجنة، فإن نفس المؤمن غالية، وبعضهم يبيعها برخص...
وتذكَّر أن الجنة....للمقتحِمين...
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة