ناشط إسلامي في الحقل الشبابي، متخصِّص في الهندسة الميكانيكية | لبنان
هل غفلت أنت عن دعوتك؟!
كتب بواسطة رامي حاسبيني
التاريخ:
فى : شباب بنات
1566 مشاهدة
قصص صغيرة نبدأ بها الموضوع لنتعلم من السيرة قليلاً، نقصُّها لتخدم الهدف، ونبدأها مع خروج النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه الصديق، وفي ظل المراقبة الأمنية المشددة من قريش ومخابراتها، وتعقُّب القبيلة كلها، وتجنيد الكبير والصغير لمتابعة الأثر، التقى (بريدة الأسلمي) في ركاب مع قومه بين مكة والمدينة، فذهب إليهم ودعاهم للإسلام فأسلموا؟!
ونلحقها بتوثيق حادثة في معركة أحد حين أصيب النبي صلى الله عليه وسلم وتفرَّق الناس، برز أسد من الصحابة اسمه رشيد الفارسي ، رأى رجلاً من المشركين مقنَّعاً فضربه على درعه فاخترق السيف الدرع إلى جسد المشرك؟! فقال رشيد: "خُذها وأنا الغلام الفارسي"، فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: «ألا قلت: خذها وأنا الغلام الأنصاري» فإذا بأحد المشركين يقبل عليه، فيضربه على رأسه فيفلقه، وقال:" خُذها وأنا الغلام الأنصاري"، فابتسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: «أحسنت يا أبا عبد الله»!!
هكذا النبي صلى الله عليه وسلم في أحرج المواقف وأدقِّ الظروف، حين سمع أمراً فيه جاهلية يصدر من صحابي تدخَّل فوراً لمصلحة تربية الداعية والدعوة، ولم يتركه؛ بل علَّمه، وبعدها أثنى عليه!!
هي دعوة ربانية من عند الله منبتها، لم يغفل عنها النبي صلى الله عليه وسلم بل استخدمها واستعملها... وهنا السؤال الأخطر "هل غفلت أنت عن دعوتك؟" هل حملت الدعوة معك إلى الجامعة لنشر الدين، وفي العمل للاقتداء... أين دعوتك من كلامك وحديثك؟ وما هو وزن كلام الدعوة الصادر من فمك؟ هذه الأسئلة بحاجة لإجابة سريعة قبل المضي تحت مسمَّى الداعية، وأنت لم تعرف العبء الذي حملته على عاتقك وحمله الأنبياء قبلك...
إنَّ الدعوة ليست فقط تزكية نفس، وصحبة أخيار، وبث أشواق، وفرصة تكافل، بل يتعدَّاه إلى إنكار المنكر، وعدم التولي يوم الزحف، ونصرة المظلوم، والتضحية بالمال والوقت والجهد والنفس... وبهذا نستحق لقب الداعية...
فمن وافق على الشروط أعلاه فقد وافق على شروط الأنبياء بالانتساب إلى وظيفة العمر بشروطها..
واعلم أن هيبتك الإيمانية في تصاعد ما تصاعدت هيبتك لله تعالى، وتعاظمت اهتماماتك القلبية بدعوتك؛ فأصبحت أنت والدعوة وروحك في جسد واحد وروحك هي دعوتك، فأنت تتنفَّس الدعوة وتنشرها بين الناس ليشمُّوا عبيرها منك...
وعلى الداعية أن يتقن فنَّ إزالة العوائق ليبرز دعوته بين الأنام، وما بلغ الحسن البصري ما بلغ إلَّا لكونه إذا أمر الناس بشيء يكون أسبقهم إليه، وإذا نهاهم عن شيء يكون أبعدهم منه...
الدعوة رسالة وأمانة في الوقت نفسه، عشها وتنفَّسها وأطلقها... وهذه وصيتي إليك!
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن