أديبة وكاتبة | المدينة المنورة
سنَقْهرُه
كتب بواسطة إيمان شراب
التاريخ:
فى : بوح الخاطر
1628 مشاهدة
كل الناس متألم، أنينهم وشكواهم لا ينقطعون!
- مرضى وعاطلون ومحاصرون وفقراء ومن يُقتلون كل يوم والأمهات والآباء والمشردون ومن يعانون الغربة بكل أشكالها والمديونون والمظلومون و....
حتى ذلك المولود الذي خرج للتو إلى الحياة وأمه المسكينة تألمت كثيرا ليكون هو.... وتربط على أوجاعها، من أجل ماذا؟ من أجل أن يأتي إلى الدنيا؟ ما الفائدة؟ سيمرض ويحزن وربما يسجن يوماً أو يتسول أو يموت... مرة أخرى هو الألم ولا شيء غيره.
- لن أذكر لك في المقابل نعما أنعم الله بها علينا لا تعد ولا تحصى، لكن يجبُرنا ويخفف أوجاعنا أن :
كل وصب أو نصب أو هم أو حزن، أو ألم مهما صغر حتى لو كان بسبب شوكة شاكت أحدنا فإنها تكفير من خطايانا...أليس الألم ابتلاء وامتحاناً ومن نجح فيه فاز بالجنة؟.
أليست الابتلاءات تصفية للنفوس وتنقية مما يشوبها وتربية، فتتخلص من التعلق بالأسباب وتعرف طريقها إلى رب الأسباب فنزداد قربا من الله والجنة؟
والابتلاء كذلك كشف للحقائق وإظهار لمعادن الناس، فنميز الصالح من الفاسد، والطيب من الخبيث، والأمين من الخائن، والصديق من العدو.. أليست في ذلك مصلحة عظيمة للفرد والمجتمع؟.
ومن يصبرون على فقرهم وجوعهم ومرضهم، أعد الله لهم أجرا عظيما، ألم يعدهم – سبحانه - دخول الجنة من باب أعد من أجلهم؟
المتألمون من ظلم، مستجابة دعواتهم، ووعدهم ربهم بالنصر وأقسم من أجلهم: "وعزتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعد حين"، فهل بعد نصر الله نصر؟
ألم يبتلي الله الأنبياء، فتوجعوا وجاعوا وهاجروا ومات أحبابهم وخُذلوا وحوصروا ؟ ألا يطيّب خواطرنا أن نكون مثل الأنبياء ونتعامل مع الابتلاء كما فعلوا بالرضى والصبر والحمد، ونلقاهم في الجنة؟
"مايزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة" ماذا يمكن أن يقال بعد هذه البشرى من رسولنا صلى الله عليه وسلم !
الألم يربي نفوسنا ويهذبها، فنصبح أكثر قدرة على التعامل مع المصائب والمشاكل والكوارث، ونتعلم أن الدنيا دار ممر وزوال وأن الحياة الآخرة دار الحساب والجزاء والخلود.
والآن، أخبريني يا نفسي، هل ستظلين تشكين وتتذمرين من الألم، أم تقهرينه وترين فيه الطريق إلى الجنة؟
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة