الاستعلاء بالإيمان
المُستشرق الألماني باول شمتز ، عاش في القاهرة ربع قرن أثناء فترة الاستعمار واستطاع أن يرصد السر الكامن في ثبات المسلمين ..
*من كتبه : الاسلام قوة الغد العالمية ..
قال باول شمتز:
ستظهر هذه القوة التي تكمن في تماسك الإسلام ووحدته العسكرية وستثبت هذه القوة وجودها إذا ما أدرك المسلمون كيفية استخراجها..
وقال في موضعٍ آخر:
سيعيد التاريخ نفسه مبتدئا من الشرق عودا على بدء من المنطقة التي قامت فيها القوة العالمية الإسلامية في الصدر الأول للإسلام..
ويقول أيضا: طبيعة المسلم التسليم لإرادة الله والرضا بقضائه وقدره والخضوع بكل مايملك للواحد القهار ، وكان لهذه الطاعة أثران مختلفان : ففي العصر الإسلامي الأول لعبت دوراً كبيراً في الحروب إذ حققت نصراً متواصلاً لأنها دفعت في الجندي روح الفداء ، وفي العصور الأخيرة كانت سبباً في الجمود الذي خيم على العالم الإسلامي فقذف به إلى الإنحدار وعزله وطواه عن تيارات الأحداث العالمية ...
هل أدركتُم لماذا يعملون على تفكيككُم وتجهيلكم وتسخيفكم وتسطيح تفكيركم وتحويلكم الى مجرد قطيع ، غوغاء ، رعاع ( وُلدوا، أكلوا ، شربوا، اشتروا ، تزوجوا ، أنجبوا ، ضحكوا ، شقوا ثم ماتوا ) ...
لن تتبدّل أحوالكم ما لم تستعلوا بالإيمان ..
لما دخل ربعي بن عامر على رستم قائد الفرس، لم يعبأ بالمجلس المزين بالنمارق المُذهبة، وأُبرزت فيه اليواقيت واللآلئ، ولم يخطف بصرَه تاج الملك وسريره الذهبي.
دخل المسلم العربي البسيط كما يقول ابن كثير في البداية والنهاية "بثياب صفيقة وسيف وترس وفرس قصيرة، ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط، ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد، وأقبل وعليه سلاحه ودرعه وبيضته على رأسه.
فقالوا له: ضع سلاحك.
فقال: إني لم آتكم، وإنما جئتكم حين دعوتموني، فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت.
فقال رستم: ائذنوا له، فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النمارق فخرق عامّتها، فقالوا له: ما جاء بكم؟ فقال: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام".
*إنه الاستعلاء بالإيمان، الذي يجعل الباطل في العيون المؤمنة كأمثال الذر، وكما يقول صاحب الظلال: "حين ينتفش الباطل، فتراه النفوس رابياً، وتؤخذ الأعين بمظهره وكثرته وقوته.. ثم ينظر المؤمن الذي يزن بميزان الله إلى هذا الباطل المُنتفش، فلا تضطرب يده، ولا يزوغ بصره، ولا يختل ميزانه".
المصدر : مدونة إحسان الفقيه
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن