طالب شريعة سوري مقيم في السعودية، ماجستير في أصول التفسير
أمي وأبي لهما تصرفات لا تعجبني
أمي وأبي لهما تصرفات لا تعجبني، واساؤوا لي في عدة أمور، وأحياناً يتأخروا في تحقيق ما أطلبه منهم أو لا يفعلوه أصلا.. كيف اتصرف معهم؟
أولاً: مشكلة كثير من الأبناء والبنات أنهم ينظرون إلى العلاقة مع أمهم وأبيهم نظرة قاصرة، فلا يرون إلا ما لهم من الحقوق، ويريدون من أمهاتهم وآبائهم أن يكونوا مثاليين معهم وهم ليسوا مثاليين مع والديهم.
فأنت تذكر في السؤال أنهم أساؤوا وأن لهم أخطاء، فهل أنت مثلاً ليس لديك أخطاء في تعاملك معهم.
نعم، قد لا يذكر لك والداك كل ما يعيبونه عليك، ويغضون الطرف عن كثير من زلاتك، ويتجاوزون عن هفواتك، فهل كان جزاء إحسانهم هذا أن ظننت نفسك مثالياً معهم، ثم تريد أن تحاسبهم على الصغيرة والكبيرة.
ثانياً: أنت ترى أنهم أخطؤوا، وهذه وجهة نظرك، وقد لا تكون صحيحة. ولكن حتى على افتراض أن كلامك صحيح وأنهم أساؤوا إليك، فأنت لست مسؤولاً عن تربيتهم ولا عن حسابهم، ولكنك مسؤول عن برهم والإحسان إليهم.
ثالثاً: البر درجات، والعقوق دركات، وعلى قدر البر يكون التوفيق، وعلى قدر العقوق يكون الخذلان والخسران، وكثير من الناس يظن نفسه باراً مع أنه في أقل درجات البر.
فإذا كنت تريد التوفيق العجيب والمدهش، فليكن برك بوالديك عجيباً ومدهشاً. وكيف لمن كان في أقل منازل البر أن يكون عظيم التوفيق.
رابعاً: البر ليس مقتصراً على مقابلة الإحسان بالإحسان، فهذه تكون حتى لغير المسلمين، وكيف سيظهر معدن الإنسان وبره لولا المواقف التي تخالف هواه والتي تأتي معاكسة لما يحب ويرغب.
فهناك مواقف يُبتلَى فيها الإنسان ليظهر معدنه، فمن خالف هوى نفسه واقتحم هذه العقبة، صار من المفلحين في الدنيا والآخرة. ومن ركَنَ إلى هوى نفسه الأمارة بالسوء، أصبح كمن يحارب نفسه، ويضع العقبات التي تَحُول دون توفيقه. والله الموفق.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة