شكلك من غير حجاب أحلى

"شكلك من غير حجاب أحلى".. كانت عبارة غريبة جداً في لحظتها، أثارَت استهجاننا جميعاً .. فكيفَ لواحدةٍ مثلِها بدينها والتزامها أن تخبرَ مَن ما زالت مترددة في حجابها بأنَها "من غير حجاب أحلى"! لماذا لا تخبرها أنها بحجاب أجمل لكي تتشجع وتتحمّس! أردَفَت بعدها قائلة وموَضِّحة: "شكلك من غير حجاب أحلى، وليس المطلوب أن تكوني بحجاب "أحلى" لأن الأصل في الحجاب أن لا يُبدي كلّ الزينة ، بل يخفي جزءاً ويظهر آخر ..".

ليس من الذكاء أبداً أن ننظر لنتائج فورية إيجابية لكل عبادة نؤدّيها، وكأننا نقف تجَّاراً عند باب الله نبحث عن العائد الربحي المباشر بعد كل عملية سنتمّها. الربا حلٌ سهل وفوري، ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك، واجتناب الرّبا أمر قد يكلِّفكَ تأخيراً في معاملاتك أو تجارتك، لا يمكن أن تنكر ذلك أيضاً. الحرام قد يضفي على الجلسات ضحكات أكثر ومتعة أوسع. واجتناب الحرام في الجلساتِ التي اعتادت على وجوده قد يجعل هذي الجلسات رتيبةً مملة؛ حتى هذا لا يمكننا أن ننكره. 

يُعلِّمنا الله تبارك وتعالى أن النتائج قد لا تأتِي بصورةٍ فورية، وقد نتعبُ كثيراً أو قليلاً من أجل أن نبقى على الحق ومِن أجل أن نثبتَ على الطريق المستقيم الذي أردناه. ولأنَّ فضل الله يفوق عدلَه فإنَّ فضلَهُ يتجلَّى بأنْ قد تمضي الأشياء بصعوبة، وقد تبدو الجلسات باهتة لكن الله سيمنُّ عليك بطمأنينة لن تجدها إلا وأنتَ تقف على بابِه تلتمسُ رضاه وتجتنبُ حرماته. قد تظهرُ الأشياء "ظاهرياً" أقل جمالاً وأكثر تعقيداً، لكن ما خلف هذا الظاهر طمأنينة لا يعادلها أي طمأنينة أخرى أبَداً. 

كُلَّمَا كُنتَ على الحق ، وتعبتَ من أجل الحق تذكر أن النتائج قد تبدو في البداية سيئة أو موجعة إلَّا أنها في حقيقتها ستكون مفعمة بسكينةٍ لن يشعرها إِلَّا أنت ولا يتلمسها إلَّا أنت؛ لأنَّ الله يعلمنا أن ننظر إلى جوهر الأشياء لا إلى ظواهرها وإلى مداها الطويل لا آنيَّاتِها .