ناشط إسلامي في الحقل الشبابي، متخصِّص في الهندسة الميكانيكية | لبنان
هل إسلامنا صالح لزماننا؟
وقف الصِّديق أبو بكر رضي الله عنه وقال قولته المشهورة مدوِّية بين الناس حين بلغه وفاة النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن كان يعبد محمداً؛ فإنَّ محمداً قد مات، ومَن كان يعبد اللهَ؛ فإنَّ الله حيٌّ لا يموت"، ثم تلا قوله تعالى: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومَن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين)...
وكأنَّ الصديق بحكمته ومعرفته بشخصية الإنسان من خلال ممارساته الدعوية قد فطِن إلى أن طينة البشر متعلقةٌ بأشخاص وتنسى منهجها، فكانت هذه الصيحة لإعادة المنهج لأذهان الناس: أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان، بل يجب أن يكون هذا الأمر أساسيّاً في دعوتنا، فالإسلام تخطَّى مرحلة التعلق بالزمان؛ لأنه منهج مرتبط بحياة الإنسان منذ فجر الخلائق إلى انتهائها...
لا صلاح للبشرية إلا بانتهاج منهج الإسلام والشريعة، وكلُّ مَن طبَّقه حقَّ التطبيق _ في أول الزمان أوفي عصرنا الحالي _ قطف ثماره المجيدة وسَعِد في حياته واطمأن.
لماذا نعيد إطلاق هذا الشعار؟ لأنه انبعثت ألسُنٌ مشبوهة تطلق عباراتِ أنَّ الشريعة قد أدَّت دَورها إبَّان البعثة وفي القرون الأولى... وأنَّ جوهر الإنسان تغيَّر؛ بينما الشريعة ثابتة.. وكيف سنصل للفضاء بهذه الشريعة القديمة؟
ردُّنا عليهم أن الصلاحية الدائمة للشريعة هي من المعلوم من الدِّين بالضرورة، وأوجب الله الحكم والتحاكم لها، ونسخت الشرائع التي قبلها.. وآياتُ الله شاهدةٌ وكثيرة بالحكم والتحاكم... وما الضَّلالُ الذي نحن فيه في كل الأمور الحياتية إلا بسبب تركَنا كتابَ الله وسنةَ نبيه.
فهل من المعقول أنْ يُصدِر مؤتمر القانون الدولي في لاهاي في 1948م _ حينما قُدِّمت فيه بعض البحوث الفقهية _ قراراً باعتبار: "أنَّ الشريعة الإسلامية حيَّة مرنة، وتصلح للتطور مع الزمن، وتُعتبر مصدراً من مصادر القانون المقارن"...في حين ترى من يشكِّك بمقدرة الشريعة على المواكبة في حاضنتها العربية!!
الإسلام منهج عاشه الأنبياء من قبلكم بين أقوامهم وأعطَوهم الحلَّ، فمنهم مَن ضلَّ وغوى، ومنهم مَن قَبِلَ وارتقى..
علينا الاعتناء بالجيل، وغرس هذه المنظومة فيه، وعدم الوقوع في مشكلة نظر الداعية إلى نفسه وإخوانه بالنقص عن بلوغ الصورة المثالية لتطبيق الشريعة الإسلامية؛ فيبدأ باتهام نفسه والآخرين، ويبدأ جلد الذات...
انتبه!! إن ملاذنا قاعدة صريحة في الفقه: "إنَّ عقد الإسلام لا ينحلُّ بازدحام الآثام، وترتفع ألفُ حَوْبَةٍ بتوبة"...
إسلامنا لكل زمان ومكان، وارتقى بالإنسانية وأعلى شأن البشرية، وميَّزها عن باقي الذرية...
فاطرح شريعتك بفخر، وأعلن صلاحها لكل زمان ومكان، وانقُد شرائع عصرنا بإحكام، لعلها تصل رويداً لقلوب الحُكَّام؟! وهذه وصيتي إليك...
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة