لماذا أشعر بالخمول؟
قبل أن تفكر في زيارة الطبيب لمراجعة سبب الخمول المسيطر عليك، حاول أن تطبق هذا المقال أولا:
هل تشعر بالتعب معظم الوقت؟ هناك الكثير من يشاركك هذا الشعور، ولهذ...ا كان موضوع مقالي لهذا اليوم. إن إعادة النشاط والحيوية إلى جسمك وعالمك قد يكون أبسط مما تتخيل. ولنبدأ بأهم مسببات الخمول اليومية:
أولا: طبيعة غذائك.
إن تناول الحلويات والقهوة بشكل متكرر يوميا سلاح ذو حدين، إذ أنها تعطي طاقة لحظية سرعان ما تنخفض انخفاضا ملحوظا في الدم، مسببة الشعور بالخمول بعد النشاط. ولهذا فمن الأفضل أن تتناول غذاء صحيا متوازنا، على أن تعتمد على مصادر الطاقة المؤقتة تلك. الغذاء الصحي كالعادة يشمل: الخضروات والفواكه الطازجة، والبروتين خفيف الدسم. معظم الناس يشعرون بأن خمولهم بدأ يختفي، عندما يتناولون طبق سلطة خضراء مثلا. من ناحية أخرى فإن الاعتماد على الغذاء الصحي المتوازن خفيف الدسم يمنحك طاقة أفضل وفي نفس الوقت لا يتسبب بزيادة الوزن، ومن المعروف أن البدانة أحد أسباب الركود والخمول.
2. كم ساعة تنامها يوميا.
الكثير من الناس لديهم أعمال متراكمة تجعلهم يعجزون عن أخذ القسط الكافي من النوم يوميا. إذا كنت أنت واحدا منهم، حاول أن تتفادى شرب المنبهات مثل القهوة والشاي والكولا قبل الخلود إلى النوم بوقت قصير. أطفئ التلفاز، وحافظ على أجواء غرفة النوم هادئة مريحة.
3. ما هي مقدار التمارين اليومية التي تمارسها.
ربما كان هذا أهم موضوع في الأمر كله. إن ممارسة تمارين معتدلة ومنتظمة أحد أهم أسباب محاربة الخمول والتعب.
قد تعتقد أن ممارسة التمارين على العكس ستجعلك أكثر تعبا. لكن خذ عندك هذا الخبر السعيد: التمارين تمد الجسم بالطاقة، وكل الدراسات في الموضوع تؤكد ذلك. الأشخاص الكسولين الذين بدؤوا بممارسة شيء من الرياضة شعروا بأن كمية التعب أصبحت أقل. إنها قاعدة مدهشة لكن حقيقية: كلما تحركت أكثر كلما حصلت على طاقة أكبر.
خبراء الرياضة يقترحون عليك ممارسة 40 دقيقة من الرياضة ثلاث مرات أسبوعيا، للحفاظ على الحد الأدنى من النشاط البدني. وإذا فعلت ذلك وحافظت عليه مدة شهر من الآن، لابد وأن تشعر أن هناك فرقا في حالة نشاطك البدني.. استمر لمدة ستة أشهر أخرى، ستشعر بتحسن هائل.
إذا اتبعت هذه النصائح أعلاه لمدة شهر ولا زلت تشعر بأنك مجهد ومتعب معظم الوقت، فلابد من أن تنظر إلى نواحي طبية أخرى قد تكون هي سبب إصابتك بالإجهاد المزمن.
ترى ما هي الاحتمالات الأخرى؟
نؤكد أنه يجب أن لا تنظر إلى الاحتمالات التالية مباشرة، إلا بعد أن تجرب النصائح الثلاث أعلاه مدة شهر كامل. من الأفضل أن تجنب جسمك التعرض للأدوية ووصفات الأطباء، فلو لم تكن بحاجة فعلية لها فهي لن تزيدك إلا رهقا.
الآن، في حالة أنك جربت ولا زلت تشعر بالتعب، هاهي الاحتمالات الأخرى الأقل شيوعا:
1. الأنيميا.
إنه سبب شائع للشعور بالخمول، ومن السهل جدا اكتشافه باختبار بسيط لقوة الدم. وفي العادة ترتبط الأنيميا بالنساء، خصوصا تلك التي تعاني من دورة شهرية شديدة الغزارة. بإمكانك السيطرة على الأنيميا بتناول الغذاء الغني بالحديد، والمتمثل باللحوم الحمراء والخضار الورقية الخضراء، أو ببساطة تناول الحديد كمكملات غذائية إذا كان دمك ضعيفا فعلا.
2. نقص بعض العناصر الأساسية في الجسم. مثل البوتاسيوم. وهذا أيضا يمكن اكتشافه بفحص دم بسيط.
3. مشاكل الغدة الدرقية: سواء زيادة نشاط أو قلة نشاط الغدة الدرقية في الحالتين تسببان شعورا بالخمول. ويمكن اكتشاف هذه المشكلة بعمل فحوصات هرمونات الغدة الدرقية الموجودة في الدم.
4. السكري: الأشخاص الذين يعانون من السكري ولا يهتمون بتنظيمه، هم ببساطة يخططون لأن لا يشعرون جيدا. أيضا إذا كنت تشعر بالدوار وعدم وضوح الرؤية وزيادة عدد مرات التبول بشكل ملحوظ، يجب أن تتوجه لعمل فحص السكري.
5. الكآبة. إذا كنت تشعر بإجهاد عنيف مصحوبا بالكثير من الحزن وفقدان الشهية، ولا تشعر بالمتعة في أي نشاط من الأنشطة التي كنت تستمتع بممارستها سابقا، فإنك قد تعاني من الكآبة. لا تحاول الاحتفاظ بهذا الشعور، بل اتجه إلى أقرب معالج نفسي ليساعدك للخروج من هذه الحالة.
6. مشاكل النوم الجيد. إذا لم تشعر قط مسبقا أنك استرحت جيدا، وجربت كل ما يمكن أن يساعدك على الاسترخاء بلا فائدة، فيجب أن تراجع الطبيب، خصوصا إذا كنت تعاني من مشكلة اللحمية أو الشخير، الأمر الذي يجعل تنفس المرء يتوقف عدة مرات أثناء النوم، مما يحرمه من نوع عميق مسترخي.
7. مشاكل قلب غير مكتشفة: التعب المزمن قد يكون علامة على مشكلة ما في القلب، خصوصا عند النساء. إذا واجهت مشكلة في ممارسة تمارين كنت تؤديها مسبقا بسهولة، وكلما استمررت في التمرين كلما ازداد شعورك بصعوبة الأمر وأصبح أسوأ، هذه تعتبر علامة إنذار حمراء لمشكلة في القلب. إذا كان لديك أي شك من الأفضل مراجعة الطبيب للاطمئنان على نفسك.
في النهاية نؤكد على أهمية التركيز في البداية على القواعد الثلاث الأساسية الأولى: الغذاء الجيد، النوم الجيد، والتمارين المعتدلة. الوقاية خير من العلاج، وفي أحيان كثيرة علاج أصعب العلل يكون بأبسط الحلول
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن