«مولانا» التنويري
كتب بواسطة إحسان الفقيه
التاريخ:
فى : المقالات العامة
1188 مشاهدة
من هو الداعية الذي يصلح أن يكون «مولانا» التنويري؟
هو الداعية المُنفتح الذي يستوعب الخلاف والمخالفين ويتسع صدره للحوار، نعم.
هو الذي يصل بخطابه إلى حاجة الناس ولا ينفصل بهم عن واقعهم، نعم.
هو الذي يخرج على القولبة والنمطية والجمود، نعم.
هو الذي لا يُضيّق واسعاً، ولا يحجُر على الآراء المخالفة التي تستند إلى أدلة صحيحة واجتهادات تقع وفق آليات وضوابط الاجتهاد، نعم.
هو الداعية المُتبسّط الودود الذي يُشعر الجمهور بأنه واحد منهم، وأنه لا يحمل سلطة كهنوتية، وهو الداعية الذي يهتم بمظهره، ويُظهر للناس جمال الدين في الاهتمام بتلك الخِلْقة التي كرمها الله تعالى، لكنه في الوقت نفسه هو الداعية الذي لا يخلط بين الثوابت والمتغيرات، يفرّق بين أصول الدين وفروعه.
هو الداعية الذي يحترم العقل ويقدّس صحيح النص في آن واحد، ويُنزل العقل منزلته ويوظفه في ما خلق له من فهم النصوص والوصول إلى الحق.
هو الداعية الذي يُوقّر رموز الأمة ويأخذ الناس إلى تلك المساحة بلا غلو ولا مغالاة. هو الداعية الذي يُراعي فقه الأولويات، وعلى هذا الأساس يطرح مادته. هو الداعية الذي يُوسّع على الناس ولا يتوسع معهم في قاعدة سد الذرائع إلا بحقها، فإنما «العلم رخصة من ثقة»، كما قال ابن المبارك.
هو الداعية الذي يهتم بإصلاح الناس لا الحكم عليهم، فإنما أهل العلم دعاة لا قضاة.
هو الداعية الذي يربط بين الدين وبين الإعمار والرقي والازدهار والنهوض.
هو الداعية الذي يقدم للناس حلولاً عملية، لا أن يختزل لهم الحل في أن يقول: «اتقوا الله».
هو الداعية الذي يصون لسانه عن التجريح واحتراف التصنيف.
هو الداعية الذي يطرح الإسلام بشموليته، ولا يجعل القوم أسارى دائرة مغلقة.
هو الداعية الذي يُطوّر خطابه الدعوي بما يتناسب مع روح العصر، وبما يتلاءم مع نوعية الشرائح التي يخاطبها.
هو الداعية الذي يبحث عن دوائر الالتقاء ويعززها، لا أن يكون همَّه الطَّرْقُ على حدود الخلاف.
هو ذلك الداعية، وهو مولانا التنويري الذي نريد.
المصدر : صحيفة الحياة
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة