شكلي غير جميل
كتب بواسطة أحمد سالم
التاريخ:
فى : شباب بنات
2736 مشاهدة
شكلى غير جميل.. بويؤلمني ما يُقال عني وكأني خلقت نفسى .. وتعبت ووصلت أنني لا أريد الخروج من المنزل ولا أرى أحداً ولا يراني أحد..
ج/ الابتلاء الحقيقي الذي يقع بالإنسان هو أن يفقد إيمانه وبصيرته وتتعطل بوصلة الغاية في حياته.
متفهم لمشاعرك خاصة في مجتمع قبيح مريض كالذي نعيش فيه، ومن أقبح ما أرى من أخلاق الناس وأكثرها إثارة لعجبي أن يصدر من مسلم أو حتى إنسان سوي النفس السخرية من قبح الشكل.
فأنت تؤذي خلق الله لشيء لا يد لهم فيه، وأنت تعمى مع هذا عما قد يكون الله رزقهم إياه من جميل الخصال وكريم الأفعال.
كتب الرافعي قديماً مقالته العظيمة: قبح جميل؛ ليدل الناس على سوء مسلكهم وما فيه من ضعف الإيمان وضحالة الإنسانية،
ورغم ذلك لا زلت ترى في الناس من يطلب إضحاك الناس وأن يوصف عندهم بالظرف ولا يجد طريقا لهذا إلا هذا الفعل القبيح الذي لا يرعى حق المؤمنين ولا مروءة الإنسان من حيث شرفه الله وكلفه بالتعالي عن سفاسف الأخلاق وطلب معاليها.
لا تستهن بهذا قط؛ فإن أذى توقعه بقلب مؤمن لربما أضاع عملك وأنت لا تشعر، وإن من أجل أفعال الله التي يؤمر المسلم أن يقتدي بها= أنه سبحانه ينظر إلى أعمال الناس لا إلى صورهم.
لذلك كنت أرى أحدب نوتردام لهوجو أكثر إنسانية بكثير من أسطورة ديزني التي لم تعتبر الوحش هدية للجميلة إلا بعد أن عاد من تحوله ليصبح أميرا جميلا، أما هوجو فأرانا جمالًا هائلا يجري على يد شخص قبيح الشكل، وقبحا هائلا على يد شخص جميل الصورة، وكذلك الحياة تكون.
يا سيدتي الكريمة: نجمات السينما معظمهن إذا كبرت سنهن يتوارين من الناس لأن الناس لا تحفظن منهن إلا جمال الشكل، بينما يقبل الناس أيدي عجائز عوائلهن صباح مساء لأنهم يحفظون لهم جميل أفعالهن.
إن المؤمن في الحياة ليفعل لا ليمدح الناس صورته، وإن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، فتجاوزي ما تجدينه وأعذرك فيه، وسارعي إلى تزويد حياتك بما يحبه الله ويترك لك جمالًا لا تزيله الأيام ولا يُفنيه موت ولا حياة.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة