غزْو العالم
الــحــقــدُ بــالـتّـدمـيـر يـــغــزو الــعـالَـمـا ... فــــإلامَ يــبـقـى الــحــبُّ فــيـنـا نــائـمـا؟!
وعـــــلامَ يـحـكُـمـنـا الـــعِــداءُ، وأهـــلُــه ...
وعــــلامَ لا نـلـقـى الـتّـسـامحَ حـاكـمـا؟!
مـــــا زال فــيـنـا الــشَّــرُّ يــنـشـرُ جــنــدَه ... مــتـسـلِّـطـاً.. والــخــيـرُ يـــرقــدُ حــالِــمـا
أنَّـــــى تَـــسِــرْ تَـــلْــقَ الــحــروبَ تــسـعَّـرتْ ... والــخــوفُ مــنـهـا لــــم يـــزلْ مـتـعـاظِما
لـــم تـكـفِـنا هـــذي الـبـسيطةُ مـسـرحاً ... لــقــتـالـنـا حـــتّـــى غَـــزوْنـــا الأنــجــمــا
وإذا الـتَّـحـالـفُ قـــام مـــا بــيـن الــقُـوى ... فـعـلـى الـخـديـعةِ كــان فـيـهم قـائـما
الـــغــربُ مـــثــلُ الــشــرقِ ضــيَّــعَ رشــــدَهُ ... فـكـلاهـما يــهـوى الــدَّمـارَ.. كِـلاهـما
كُـــــــــلاًّّ تـــــــــراه بـــغـــيــرهِ مــتــربِّــصــاً ... قــلِـقـاً.. ويــرجــو أن يــكـون الـحـاطِـما
والـــكــلُّ يــعــلـمُ أنَّـــمــا هـــــو هـــالــكٌ ... كـــســواهُ إن يــضــرِبْ.. فــقُـبِّـحَ عــالِـمـا
* * * ... * * *
الـــحــقــدُ بــالــتّـدمـيـرِ هــــــدَّد عــالَــمــاً ... مـــــا زال يــلـهـثُ شــاكـيـاً.. مـتـشـائـما
لــيــكــادُ يــقــضـي حــاكــمـوه تُــخْــمـةً ... والـشَّـعـبُ عـــاشَ عــلـى الـفُـتـاتِ مـزاحِـما
والــعـالِـمـونَ تــشـاغـلـوا عــــن بــؤْسِــه ... يــا لـيـتهم حـسِـبوه مــن بـعـضِ الـدُّمى
الــعُــرْيُ أمــســى لـلـشُّـعـوبِ كـسـاءَهـا ... والــجـوعُ صـــبَّ عـلـى الـظُّـهورِ قـواصِـما
إن أنــقـذوا نـفـسـاً فــقـد قـتـلـوا بـهـا ... كــونـاً.. وشـــرُّ الـقـتْـلِ مـــا حــبـسَ الـدَّمـا
أو خـــفَّـــفــوا ألــــمــــاً، وداوَوْا عِــــلَّـــةً ... فــالـشَّـرُّ مــــن كــــلِّ الــجـهـاتِ تـفـاقـما
مــاذا سـيـحكي الـجـيلُ عـنـكمْ فــي غـدٍ ... يــــا مــــن مــلأْتــمْ بــالـعـداءِ الـعـالَـمـا؟!
أَقْــلَــقْـتُـمـو روحَ الـــجـــدودِ بــحــقـدكـمْ ... وفــرشــتـمـو دربَ الــصِّــغــارِ جَــمــاجِـمـا
مَــــن يَــنْـجُ مـنـكـم مـــن دمـــارٍ ســاقـهُ ... لــلــنَّـاسِ يَـــحْــيَ الــعُــمْـرَ مـــنــه نـــادِمــا
ولــو ان َّ سـعـيَ الـسَّـابقين كـسعيِكم ... لَــمـحَـا، ومــــا أبــقــى وُجــــوداً قـائـمـا
إلاَّ فـــنــاءَ الـــكــونِ لـــــن نــلـقـى غــــداً ... إن ْ نــحـن لـــم نــحـيَ الـحـيـاةَ تـفـاهـما
* * * ... * * *
يــــــا أيُّـــهــا الإنـــســان ُ إنَّـــــكَ مـــيِّــتٌ ... مــهـمـا تــعــشْ ســتـمـوتُ يــومــاً راغِــمـا
لا.. لــــن يُــؤخِّــرَ ســاعــةً عــنــك الـــرَّدى ... مـــالٌ.. ولا مــجـدٌ.. ولـــو بــلـغ الـسَّـمـا
ولأنـــــتَ أجـــهــلُ مـــــا عــلِـمـتَ بــمـوعـدٍ ... تــلـقـى بــــه مــــا كــــان حَـتْـمـاً لازِمـــا
الــــــدُّودُ يـــأكـــلُ مـــنـــك كـــــلَّ خــلــيّـةٍ ... مـتـمـهِّـلاً.. فـلـقـد غـــدوتَ لـــه حِــمـى
لا شــــيءَ مــــن دنــيــاك يــمـنـع دودةً ... عـــــن مـقـلـتـيـكَ وإن مــلــكـتَ عــوالــمـا
فــــعـــلامَ لا تـــحــيــا الــحــيــاةَ مــحــبَّــةً ... وتَـــزيـــدُ فــيــهــا لـــلأنـــام تــراحُــمـا؟!
وعـــــلامَ لـــــم تــأْخــذْ لـنـفـسِـك عِــبــرةً ... مِــمَّـنْ مـضَـوْا، وحـسـبتَ مـجـدَك دائـمـا!
وعــــــــلامَ خـــلَّــفــتَ الــــعِـــداءَ لـــــــوارثٍ ... أمَّـــلـــتَ مــــــا أمَّـــلْـــتَ مـــنــه واهِـــمــا!
مـــن ذا الـــذي بـالـسُّـوءِ يــذكُـر راحــمـاً ... ومــن الــذي يـهـوى الـحـقودَ الـنَّاقما!
فــرعـون ُ رغـــم الـمُـلْـكِ لـــم يُـحـمَـدْ لــه ... ذِكْــــــرٌ.. وقــــــارون ٌ تـــولَّـــى نـــادِمـــا
* * * ... * * *
يــا قــومَ مـوسـى مــا أتـاكـم بـالأسـى ... مــوســى.. ولا مــوســى أحـــبَّ الآثــمـا
يــا قــومَ مـوسـى ديــنُ مـوسـى دعـوةٌ ... تـقـضـي عـلـيـكم أن تـزيـلـوا الـظَّـالـما
أوَلـــم يُــعِـن ْ بِـنْـتـيْنِ يـجـهلُ مَــنْ هُـمـا! ... أوَمـــــا أعــزَّهــمـا.. وكــــان الـهـائـمـا!!
أوَلــــم يُــخـلِّـصْ شـعـبَـكـم مــــن ظُـلْـمـه ... وهــو الــذي مــا اسْـتـلَّ يـومـاً صـارِمـا!!
مــــــا دام هـــــذا شَـــأْنــه.. فـــعــلامَ لا ... نــلــقـى لــدعـوتـه لــديـكـم فــاهِـمـا؟!
* * * ... * * *
يــا قــومَ عـيسى لـم يـكن عـيسى أخـا ... حــقــدٍ.. ولا حــــربٍ.. ولا شــــرِبَ الــدِّمـا
يـــا قــومَ عـيـسى إن َّ عـيـسى مـرسَـلٌ ... بـالـحـبِّ كـــيْ يـبـقـى الـتَّـسـامُحُ حـاكِـما
أوَلــــــم يُــــــدِرْ لــلــضَّــرْبِ خــــــدَّاً ثــانــيــاً ... لــيـقـيـمَ لــلـصّـفـحِ الــجـمـيـلِ مـعـالِـمـا؟!
فــعــلامَ يــــا أتــبـاعَ عـيـسـى لـــم نــجـدْ ... فــيـكـم كـعـيـسى غــافـراً، أوْ راحــمـا؟!
* * * ... * * *
يـــــا قـــــومَ أحــمــدَ إن َّ أحــمــدَ رحــمــةٌ ... مــــا زال فــيـهـا الــدّهــرُ يـحـيـا نـاعـمـا
وسِـعَـتْ بـنـي الـدُّنيا عـلى عُـمُرِ الـمدى ... وكــمـا تـصـونُـهمو تــصـون ُ الـسَّـائِـما
لـــــم يــرتــفـعْ ســـيــفٌ لأحـــمــدَ ســاعــةً ... إلاّ لــتــلـقـى مــــــن أســــــاءَ مــسـالِـمـا
لـــم تُــبْـقِ ظُـلـماً فــي الـزَّمـانِ سـيـوفهُ ... كــــــلاَّ.. ولا أبـــقـــتْ ظَــلُــومــاً ســالــمـا
أوَلَـــــمْ يَـــخُــطَّ إلــــى الــجـهـادِ عــقـيـدةً ... تَــــدَعُ الـضَّـعـيـفَ لــكــلِّ ظُــلْــمٍ هــادمــا؟!
أوَلَــــمْ يُــوَحِّــدْ صــــفَّ مــــن قــــد آمــنــوا ... لــيــظــلَّ لــلـطَّـاغـوتِ دوْمـــــاً هـــازمــا؟!
وبـــــــه أتـــــــمَّ الــــلّـــهُ ديـــنـــاً شــــــاءَهُ ... لــلــنَّـاس يـــــومَ بَـــــرَى، وعــلَّــم آدمــــا
مـــا حـــاد عــنـه الـمـرسـلون َ.. وواحــدٌ ... مــــا عــلَّـمـوا. وأرى الــمـعـدِّدَ واهــمــا
والـمخلصونَ عـلى الـمدى مِن ْ بعدِهمْ ... ســــاروا عــلــى نــهْــجِ الــنُّـبـوَّةِ دائــمــا
أوَلـــــمْ تُــقــرقِـرْ بـــطــنُ أعـــــدلِ حـــاكــمٍ ... جــوعــاً، وقــــد مــــلأ الــبــلادَ غـنـائـما!!
فــتــحَ الــفـتـوحَ ولــــم يــنـلْ ثــوبـاً بــهـا ... وكــســا بــزهْــوِ الــعــدلِ مــنـه عـوالِـمـا
عُـــمَــرُ الـــــذي وسِـــــعَ الــرَّعــيَّـةَ قــلــبُـه ... وبـــأمــرهــا ظَــــــلَّ الــرَّحــيــمَ الــحــازمــا
مـــا ضــرَّهُ الـثَّـوبُ الـقـصيرُ، ولا الـطَّـوى ... مـــــا دام فــيــهـا بــالـعـدالـةِ قــائـمـا!!
وعــلـى الــثَـرى أغــفـى، وقـــرَّتْ عـيـنُـه ... ورأى خـــشــونَــتــه حـــــريــــراً نـــاعـــمــا
هــيـهـاتَ أن يــنـسـى عـدالـتَـه الـــورى ... أو أن تـــــرى يـــومــاً عــلـيـهـا لائــمــا!!
كـــــلُّ الــشّــرائـعِ لـلـمـحـبَّـةِ قــــد دَعَــــتْ ... كــــلُّ الــعـقـولِ تــــرى الـمـحـبَّـةَ عـاصِـمـا
فـــعـــلامَ يـــــا مَـــــنْ تـــدَّعــون َ تــدَيُّــنـاً ... تــتـقـاتـلـون، وتــنــصــرون الــظَّـالـمـا؟!
وعــــلامَ بـالـتَّـدمـيرِ يــمـضـي جــهـدُكـم ... وإلامَ يـبـقـى الـعـقـلُ مـنـكم غـاشِـما؟!
فَـــهَـــلِ الــتَّــديُّــنُ أن تـــكــون مُـــدمِّــراً ... وهـــل الـتَّـعـقُّلُ أن تــكـون الـهـادما؟!
أيُّ الــشَّــرائــعِ قــــــد أقــــــرَّت مــجــرمـاً ... أيـــكـــون شـــرعــاً إن أقـــــرَّ جــرائــمـا!؟
أيـــــن الــعــقـولُ إذا الــقـلـوبُ تــحـجَّـرتْ ... أوَمــــا عـلـيـهـا أن تــكـون الـحـاسـما!!
وإذا الـعـقـولُ طـغـتْ.. فـأيـن قـلـوبُكم ... فـالـقـلـبُ أجــــدرُ أن يــكــون َ الـرَّاحِـمـا!!
لا الـقـلـبُ حــانٍ، لا ولا الـعـقلُ اهـتـدى ... والـسَّـمـعُ عـــن نَـــوْحِ الـضَّـعـيفِ تـصـامَما
الأرضُ تُـــــخـــــرِجُ كــــــــــلَّ آنٍ مَــــوْسِـــمـــاً ... عــجــبــاً... وتُــطْــلِــعُ لــلــحـيـاةِ تــوائــمـا
والــطَّــيــرُ تـــصـــدَحُ بــالـلّـحـونِ شــجــيَّـةً ... لــتــعــلِّـمَ الإنــــســـان َ لـــحــنــاً نــاغِــمــا
والــزَّهْــرُ يــزهـو بـالـجـمالِ، وبـالـشَّـذى ... فــتــشـمُّ أنَّـــــى ســــرْتَ عــطــراً فــاغِـمـا
والــذِّئــبُ يــسـلَـمُ جــنـسُـه مــــن غـــدرِهِ ... والــلَّــيـثُ يـــأبــى أن يــصــيـدَ ضــراغِــمـا
والأرقــــــمُ الــمــرهــوبُ فــيــنــا سُـــمُّــهُ ... لــــم يُــــؤْذِ يــومــاً بـالـسُّـمـوم أراقِــمــا
فــعـلامَ يـــا إنــسـان ُ يـــا مَـلِـكَ الـنُّـهى ... تـهـدي الـدَّمـارَ مـواسـماً، ومـواسـما؟!
وعـــــلامَ نــلــقـى كـــــلَّ حِـــــزْبٍ حـــاقــداً ... مـتـعـصِّـباً.. ويــكـاد يـقـتـلُه الـعـمـى؟!
وعــــلامَ لا نــحـيـا عــلــى الــحــبِّ الـــذي ... فـــيــنــا يـــفــجِّــرُ لــلـجـمـيـلِ عــزائــمــا؟!
أمِــــــنَ الــتَّــعـقُّـل أن يُـــدمِّـــرَ بــعــضُـنـا ... بــعـضـاً.. وأن نــحـيـا الـحـيـاةَ تـخـاصُـما!
أيــكـون ُ يـــا عــقـلاءُ مــن ســاقَ الــرَّدى ... لـــذَوِيـــهِ يـــومــاً عـــاقــلاً، أو عــالِــمـا؟!
وَلَــــوَ ان َّ هــــذا الــعـلـمَ واكـــبَ سَــيْـرَه ... خُـــلُــقُ الـــرِّجــالِ لـــمــا رأيـــنــا عــادمــا؟!
الـــدّهـــرُ بـــالإجـــلالِ يـــذكُـــر مُــحْــسـنـاً ... ولـكَـمْ يـصـبُّ عـلـى الـمـسيءِ شـتـائما!!
لا كــــان مـــن رضِـــي الـشَّـقـاءَ لـغـيـرهِ ... لا كــــان يــومـاً مـــن أعـــان َ الـظَّـالـما!
* * * ... * * *
الــحــقــدُ لــلـتَّـدمـيـرِ يــمــضــي ركـــبُـــه ... فـــتـــراه كــالــمـوجِ الــعــتـيِّ تــلاطُــمـا
مـــــا زال يَــفــنـي نــفــسَـه بــمـسـيـره ... وأودُّ لـــــــو أنِّـــــــي رأيـــــــتُ الــلاَّجِــمــا!
وَأدَ الـــحــيــاءَ الــعــالِـمـون.. فــكــلُّـهـم ... ســــعْـــيٌ حــثــيــثٌ يــســتــذِلُّ الــعــالَـمـا
حُــمَّـى اسـتـباقِ الـغـزوِ لــم تـتـركْ لـهـم ... عـــقــلاً... فــزِدْنــا شِــقــوةً، وهــزائـمـا
وَلَــــوَ ان َّ شــــرعَ الــلَّـه قـــادَ خُـطـاهـمو ... لـــرأيــتَ وجـــــهَ الــكــونِ يُــشــرِقُ بــاسِـمـا
فـــــــي الأرضِ خـــيـــراتٌ لـــكـــلِّ مُــنــقِّــبٍ ... يــحــيـا الأنـــــامُ بــهــا ســعـيـداً غــانـمـا
أيَـــغُــضُّ عــنــهـا الــعِـلْـمُ عَــمْــداً طــرفَــه ... وعـــلــى احــتـمـالاتٍ يــــرود الأنــجـمـا؟!
لــــو لــــم تــكــن آلامُــنــا مــرْقــىً لــــه ... لَـــعـــذَرْتُــه.. لـــكـــنَّــه قـــــــد آلــــمـــا!!
نـــسِـــيَ الـــوفـــاءَ لــعــالَـمٍ يــحــيـا بـــــه ... وارْتــــادَ يــرجــو فـــي الـنّـجـومِ عـوالـمـا
مــــا زال يــجـهـل غــايــةَ الأمــــرِ الـــذي ... أفــنـى بــه الأمــوالَ فــي غــزوِ الـسَّـما
مــالــي ولــلأفــلاكِ إن ْ أخــتــي هَـــوَتْ ... جـوعـاً، وأمِّــي كــاد يـقـتلها الـظَّـما؟!
يـــــا أيُّـــهــا الإنـــســان ُ إنَّــــكَ جــاهــلٌ ... ما قد يكون ُ.. فكيف تُدعى العالِما؟!
ولأَنـــــتَ فــيــمـا قـــــد عَــلِـمْـتَ مُــتـرجِـمٌ ... مـــــــا زال يـــأمـــلُ أن يُـــعِـــدَّ تــراجِــمــا
الـــعـــلــمُ عـــلَّــمــه الإلـــــــهُ لــســعــدِنـا ... وهَــدى الـعقولَ لـكي نـصون َ مـحارما
والــــكـــون ُ ســــخَّـــرهُ لــنــخْـلُـفَـهُ بــــــه ... ويــكــون َ فــــي بــحـرِ الـعـدالـةِ عـائـمـا
وجــمـيـعُ مــــا فـــي الــكـون ذلَّــلـهُ لــنـا ... ولــنــا بــفـضـل الــلّـه أمــسـى خــادمـا
كــــــــلٌّ يـــنـــاسِــبُ غــــيــــرَهُ، ويُـــتـــمُّــهُ ... فــتـرى الــوجـودَ عـلـى الـتَّـكاملِ قـائِـما
والــــكـــلُّ يــشــهــدُ أن َّ ربَّــــــاً خــالــقــاً ... فــطَــرَ الأنــــامَ وكــــان فــيــه الـعـالِـمـا
قــــاد الـعـقـولَ إلـــى اكـتـشـافِ عــوالِـم ... فــيــهــا يــخــبّــيءُ لــلـعـلـوم عــوالــمـا
فـــعــلامَ لا نــحــيـا الــتّـسـامـحَ والــرِّضــا ... ونـعـيش إحـسـاساً عــن الـدّنـيا سـما؟!
مـــا دام هــذا الـعُـمْر يـمـضي مـسـرعاً ... فـــعــلامَ نــحــيـاهُ أســــىً، وتــصـادمـا؟!
وعـــلامَ فــي وجــه الـمـجاعةِ لــم نـقـفْ ... صــفَّــاً.. فــتـغـدُو كــــلُّ نــفــسٍ حـاتَـمـا؟!
فـلَـنحنُ أقــوى الـيـومَ مـمَّـن قـد مَـضَوْا ... فـي أن ْ نُـساهِمَ فـوق من قد ساهما
ولـــنــحــنُ أجـــــــدرُ أن نَــــزيـــدَ بــعـلـمِـنـا ... عــــــن ســابـقـيـنـا إلـــفـــةً، وتــراحــمــا
ولَــنــحــن أحــــــوجُ لــلـمـزيـدِ... وكــلُّــنـا ... مــــا زال مـفـطـومـاً يُــرجِّــي الـفـاطـما
* * * ... * * *
فـــــــي كــــــلِّ آنٍ لـلـمـهـيـمـنِ حــكــمــةٌ ... يــجــلـو بـــهــا لــلـنَّـاس أُفْــقــاً غــائِـمـا
مـــا زال يـسـعى الـعـلمُ فـيـها جـاهـداً ... ويــــظـــلُّ رَغْـــــــمَ جـــهـــودِهِ مــتـعـالِـمـا
فـــعــلامَ نَــعــصـي الــلَّــهَ فــــي آلائِــــهِ ... وبـــمـــا تـــكـــرَّم لا نـــزيـــدُ مــكــارمـا؟!
وعــــــلامَ هــــــذا الــعــلــمُ يُــنــكـرُ ربَّـــــه ... وهـــو الـــذي لـــولاه يــومـاً مــا نـمـا؟!
لــــو أنــصــفَ الـعـلـمـاءُ يــومــاً لاهْــتَـدَوْا ... وغَـــــدَتْ عـلـومُـهـمـو إلــيــه ســلالِـمـا!
وَلَـــوَ ان َّ أمـــرَ الــنَّـاسِ أمــسـى مُـلْـكَهم ... لـرأيـتـهمْ فـــي الـدَّهـرِ عـاشـوا دائـمـا!
الـــحــقــدُ لــلــتَّـدمـيـرِ يــــدعـــو أهـــلَـــهُ ... وأنــــا لــمـحْـوِ الــحـقـدِ أدعــــو الـعـالَـمـا
وإلــــى الــتَّـراحـمِ ســـوف أحــيـا داعــيـاً ... عَـــلِّــي أرى كـــــلَّ الـــــورى مـتـراحِـمـا!!
ســادَ الـقـنوطُ، وعَـمَّـت الـبـلوى، فـهل ... ألـــقــى لِـــمــا أدعــــو أَرِيــبــاً حــازمــا؟!
* * * ... * * *
يـــــــا ربِّ جــــــودُك لا يــــــزال مُـــؤمَّـــلاً ... فـــأنِـــرْ لـــنـــا كـــونـــاً تـــبـــدَّى قــاتِــمـا
الـــنَّـــاسُ بـــالأهـــواءِ ضـــلُّــوا، والـــــرَّدى ... أمــسـى عــلـى صـــدر الـخـلائـقِ جـاثِـما
عَــــزَّ الــرّجـاءُ، وحـــاق بـالـنَّـاس الـــرَّدى ... والــيـأسُ عـــمَّ، وفـــي الـقـلـوب تـراكـما
لــمّــا سَــلَـتْـك الـنَّـفـسُ ضـــاع صـفـاؤهـا ... والـعـقـلُ بــعـد هُــداكَ أمـسـى غـاشِـما
فـــــأزِلْ مـــــن الــقــلـبِ الـــعــداءَ لــعــلَّـهُ ... يــحــيـا بــحـبِّـك يــــا إلــهــي ســالـمـا!!
مــــا غَــيــرُ شــرعــكَ يــــا إلــهـي مـنـقـذٌ ... مِـــن شـــرِّ مَـــن أمــسـى لـغـيـبٍ راجـمـا
إنِّــــي بـسـطـتُ إلــيـك يـــا ربِّـــي يـــدي ... ومـــــــددتُ ثــانــيــةً أُعِـــيـــن ُ الــقــادمــا
لــلـعـالـمـيـن رجـــــــوتُ ربِّــــــي رحـــمـــةً ... وهـــدايــة فــامْــنُـن ْ عــلـيـنـا راحِـــمــا!
حـــاشــا لـــجــودك أن تـــــردَّ تــوسُّــلـي ... أو أن يـظـلَّ الـكـون ُ يـشـكو الـظَّـالما!
ولــهــا لــهــا أدعـــوك يـــا ربَّ الــهـدى ... عــــلِّـــي أرى أَنْــــــفَ الــمُــكـابـر راغِـــمـــا
الـــحــقــدُ يـــغـــزو بــالــدّمــارِ الــعــالَـمـا ... وأنــــا بــحـبِّـي ســـوف أغـــزو الـعـالَـما
... 1985
المصدر : رابطة أدباء الشام
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة