حضارة الدم
قيل لنا: إن الحضارة هي ذلك النظام الاجتماعي الذي يعين الإنسان على الزيادة في النماء الأخلاقي والفكري والاقتصادي
وقيل لنا: إن الحضارة تبدأ حيث ينتهي الاضطراب!! والقلق والخوف عند الإنسان لتنطلق دوافع التطلع وعوامل الإبداع.
دعوني اليوم أضع قلمي وأكتم عباراتي وأبتعد عن بلاغة الحروف
لنقف عند بوابة تلك الحضارة ونسمع لذلك السائح الذي عاش مشهدها الدموي ليحدثنا فقط عن لغة الأرقام التي لن تدع للعقل فراغاً الا ويستنطق حروف تلك الأرقام التي لم أكتبها
هاهو المجند الامريكي "توماس شيتوم" يطلق صرخته بين جثث الفيتناميين ليقول
"امريكا ولدت في الدماء ورضعت من الدماء وتعملقت على الدماء ولسوف تغرق يوماً في الدماء"
وهذا "اندروماكفاي"يوثق شهادته في العراق فيقول عن قوات بلده الأمريكية"لقد كنا نقتل كل من يصادفنا في الطريق حتى النساء والأطفال كنا نحرق جلودهم بالقنابل والصواريخ وكل غاز سام كل ذلك من أجل مضاعفة الأرباح الخياليه سواء في مجال البترول أو المقاولات أو السلاح"
وهذا المفكر الامريكي"نعوم تشومسكي" بفي مقاله بعنوان(أميركا سيدة الإرهاب الاول) اشار فيها إلى حملات التضليل والخداع التي يمارسها الإعلام الامريكي ضد الشعوب حتى قال (كنا دائما نحن القتلة وندعم الظلم ونمارس الفظائع ونعارض وجود عدالة دولية)
إن الغرب الذي يتغنى في كل محفل بالإرهاب
لم يخبرنا عن 50 مليون من الهنود الحمر أٌبيدوا عن بكرة أبيهمعلى يد المستعمر الأمريكي
ولم يخبرنا عن 10 مليون شخص إفريقي تم شحنهم في الحاويات الأمريكية فهلكوا غرقا وتعذيبا وتجويعا
ولم يخبرنا عن ملايين الضحايا وتلك الأمراض المستعصية والتشوهات التي أصبحت معلماً في وجه الإنسان الياباني بعد سقوط قنبلة الحضارة الأمريكية عليها
ولم يخبرنا أنه من عام 1952 إلى عام 1973 قتل الأمريكان 10 مليون إنسان في مجازر موثقة
ولم يحدثونا عن مليون ونصف مسلم قتلوا في العراق مع أضعاف هذا الرقم تم تشريدهم عن بلادهم
ولم يحدثونا عن ملايين المسلمين من ضحايا محاكم التفتيش الإسباني والذين تعرضوا للحرق والشنق بتهمة (مقاومة المسيحية)
ولم يحدثونا عن 70 ألف مسلم قتلهم الصليب عندما دخلوا القدس
ولم يحدثونا عن الصهاينة ومجازرهم في دير ياسين وصبرا وشاتيلا وقانا
ولم يحدثونا عن 250 ألف مسلم تجد مقابرهم هي أبرز شاهد على حضارة الدم الغربية في البوسنة وفي الشيشان مثل ذلك
بل لم يخبرونا عن أبشع ما فعلت حضارتهم الدموية في جزائر المليون شهيدا على أيدي عجوز تلك الحضارة الدموية
أما سوريا فلا نحتاج أن يحدثونا عن تلك الأرض والنفوس التي تبللت بدم حضارتهم
لكن ليتهم يحدثونا عن عن تلك المدرسة الامريكية (SOA) لتدريب الإرهابيين في جورجيا والتي أخرجت60 ألف ضابط نفذوا دوليا آلاف العمليات الإرهابية من مذابح وتفجيرات واغتيالات
وفي هذه البيئة الإرهابية السفاحة تخرّج 5500 ميليشا وعصابة أميركية مسلحة منتشرة في 30 ولاية أمريكية تتسبب سنوياً ب 25 ألف جريمة قتل
وأخيرا
نشر موقع جلوبال تقريرا صادرا عن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي تؤكد أن أكثر من 90%من الهجمات الإرهابية في أميركا ارتكبها "غير المسلمين"
ومع هذه الحقيقة وهذه النسبة تجد الإعلام الغربي والعربي المأجور لا يستخدم مصطلح الإرهاب إلا مع المسلمين
أما 90% من الجرائم فتسمى جرائم كراهية أو حالات عنف
إنتهى مقالي الرقمي
لأقول لكم
إن أكثر ما يؤخِّر نصرنا وحضارة أمتنا ونهضة بلدنا ليسوا هؤلاء السفاحين
ولكن الخونة المرتمون على عتباتهم البائعون لهويتهم
ليخرج علينا أحدهم بعد هذه الحقائق ويقول:
(بكل أسى نقول أن غالبية الإرهابيين مسلمون يا له من سجل سيئ لا يقول لنا شي عن ثقافتنا!!ومجتمعاتنا!!)
هذا وغيره من تلك الكيانات المشبوهة والتي تعيش بيننا تمارس سلسلة من الخداع والزيف حتى أصبحت تصريحاتهم مرجعا مهما لبعض القنوات الغربية والصهيونية لتثبت العنف والوحشية ضد الإسلام وأهله
بل هؤلاء لم تحاكي ضمائرهم آلة الحرب الغربية الملطخة بدماء أبرياء أمة ينتسبون إليها
لكن تجد ضمائرهم الثعلبية الخائنة تبكي على أحكام القصاص وتطبيق الحدود العادلة ويصفون ذلك بالدموية والعنف وجرح المشاعر !!
حضارة الدم هي خاصه لإبادة الإنسان المسلم السني هذه الأيام
ذلك المسلم الذي لم يصنع طائرة حربية ولا دبابة مقاتله ولم يشيد اقتصاده على إنتاج أكبر عدد ونوع من الة الحرب التي تصنع حضارة الدم
(لايرقبون في مؤمن إلاّ ولا ذمة وأولئك هم المعتدون)
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة