ناشط إسلامي في الحقل الشبابي، متخصِّص في الهندسة الميكانيكية | لبنان
القانون الجديد
لكلِّ شيءٍ وقته المناسب للقيام به والتحرك لأجله، قالها سابقاً سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مدوِّية وصريحة للنبي صلى الله عليه وسلم بعد إسلامه: "ففيمَ الاختفاء"؟! فمنذ أنْ أعلن إسلامه وبعد أيَّام قليلة أخذ يقترح عليهم الاقتراحات، ويفكِّر كيف يخدم هذا الدِّين، وما هو الأنفع والأصلح للدعوة، ولقَّبه النبي صلى الله عليه وسلم بالفاروق.
قصة ثانية معاصرة وهو الفتى الألماني صلاح الدين فوجل الذي أسلم عام 2001م أي في عمر الثالثة عَشْرة، ومن وقتها بدأ دراسة القرآن وفنون الدَّعوة، وبعد 4 سنوات أخذ على عاتقه تعريف أبناء جلدته بالإسلام، فبدأ بإلقاء محاضرات ودروس عن الدِّين الحنيف، حتى لُقِّب بفاتح ألمانيا!!
فعمر بن الخطاب انتقل سريعاً وبدأ بالإبداعات والأفكار، وبير فوجل شمَّر عن ساعد الجِدِّ والاجتهاد وخاض غمار الدَّعوة، فالعملية أصبحت واضحة، وهي:" أنَّنا نريد من المسلمين سُرعةً في التلبية، وسُرعةً في الانتقال من ضفة لضفة، وأن تكون أستاذاً بضفة الإيمان".
بعض الدُّعاة يمنح نفسه مهلة بعد مهلة، ويظلُّ يصف نفسه أنه تلميذ الابتداء، وأنَّ أثقال العزم آجلة، يجهل بذلك عن قانونٍ أساسيٍّ يُعرف بقانون سرعة الإيمان، ويُبعد نظره عن الأمانة، وقد يسَّرها له رب العالمين، ووضعها على كاهله، وحملها من يوم أن سمَّى نفسه وأعطاها لقب (الدَّاعية)...
ولا بُدَّ أنْ نذكر أمراً مهمّاً يخدم هذا القانون، ففي صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه : أنه لم يكن بين إسلامهم وبين أن عُوتبوا بآية: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} إلَّا أربع سنوات فقط! ففهِم الصحابة أن أربع سنوات إنَّما هي مرحلة الابتداء والرُّخص والتَّمريض والتَّسويف والمشي الوئيد، ثمَّ بعدها يهزُّ بطلنا الدَّاعية كتفه أن: انتفض، واعمل أن تكون معلماً بعد أن كنت تلميذاً... فيا أيُّها الدَّاعية إلى متى أنت غافل؟ وإلى متى أنت ساهٍ؟ إلى متى أنت مُقصِّر؟ وإلى متى أنت مغلوب على أمرك؟ هذه الأسئلة تحتاج لجواب منك.
ولن تحيا وتتطوَّر إلا من بعد قرارٍ جريءٍ: سارع في الدخول والوصول للأستاذية، وبغير هذا القرار وبغير الخضوع لقانون سرعة الإيمان سيظلُّ حال المسلمين في تراجع، وتتكسَّر أحلام القيادات الدَّعوية تحت غنج تلميذ الابتداء...
انتفض وغيِّر وبدِّل وبادر، واقرع ناقوس الخطر قبل أن تصاب بمرض متلازمة الدَّاعية المتحجِّر!! وإذا هجمت عليك شياطين الإنس والجنِّ ليثبِّطوك فأَزحْهم واستعذ منهم، واحذر من الأمرض التي تفقدك الهمَّة وتُبعد عن نظرك حُلم قيادة الأمَّة. عصر السرعة يحتاج منك أن تتمسك بقانون سرعة الإيمان وتتبنَّاه وتمشي به لنهضة ورِفعة الأمَّة علَّها تُزيح عنَّا الغُمَّة، وهذه وصيتي إليك...
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة