دكتوراه لغة عربية ودراسات إسلامية | لبنان
أحزن ثم أفرح
أحزن عندما أرى امرأة محجَبة وابنتها إلى جانبها قد أبانت وأظهرت ما لا يجوز كشفه. إذ أحسُ عندها كأن الحجاب عادة قديمة يأباها الجيل الصاعد وبعد السؤال والجواب يتبيَن أن الستَ المصون والملتزمة المحجَبة هي التي أمرت ابنتها بالسفور حتى تعثر وتتعثر بمن يجبر خاطرها ويتزوجها، لأن ترك التدين أصبح مطيَة الزواج السعيد.
وأفرح حين أرى امرأة سافرةً وبجانبها ابنتها وقد علاها حجابها وصانها خمارها إذ هو دليل التزام النشء الجديد وشباب المستقبل، وبرهان فوزﹴ في معركة كبرى خاضتها البنت تجاه أسرتها ومجتمعها المتفلت.
وتشتد فرحتي حين أراهما "الم والبنت" ملتزمتين إذ أرى عندها بعين اليقين إسلاماً عملياً متحركاً.
***
أحزن كثيراً عندما أرى المساجد في غير رمضان وقد تناقصت صفوفها واكتملت أوائلها بالكاد لأن روَاد المساجد هم برهان الصحوة في كل بلد.
وأفرح عندما أرى بيوت الله وقد عمرت بمسلميها في شهر الله رمضان لأنه دليل وجود بقية الخير في خير الأمم، ون الخير في القلوب التي تحتاج إلى من يذكِرها ويذكِرها حتى تؤوب إلى ربِها.
***
أحزن عندما يذكر علمٌ من أعلام المسلمين السابقين والحاليين فيسارع بعض الناس قائلين: أخطأ في كذا، وضلَ في كذا... ويسردون مثالبه، مع العلم بأن هذا العالم يكون قد ترك آثاراً طيبة في أكثر من بقعة لا يحصيها الحاصي فتناسى أصحابنا كل آثاره ونتائجه الميمونة وما عرفوا سوى أخطائه.
وأفرح عندما أرى أخاً ذا ذكر أحد العلماء في مجلس سارع إلى ذكر فضائله ومناقبه والترضي عنه والترحُم عليه وستر ما غفل عنه وسها فيه إلا بقدر الحاجة والضرورة مع الاعتذار عنه فيما يصح الاعتذار فيه.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة