وتسألني عن الأمومة ؟ ... وهل هناك أمومة بلا مشاكل... !!
كتب بواسطة فاطمة الجراد
التاريخ:
فى : زينة الحياة
3721 مشاهدة
أجبتها .. لقد سألت عن عظيم ..
وإنه ليسير على من يسّره الله عليها ..
وتطورات الأمومة تتماشى مع عمرك ... يكبر الطفل ... وتكبر أمّه ...وعياً وإدراكاً ... بهذا المعنى .... لن تنفعها كتب التربية ...مالم تجرّب ....ائتوني بأنثى تتحدّث عن الأمومة ؟!
لعلها تشبهها بوظيفة الحاضنة في الحضانة .. لاتعدو .. أن تتحمله سويعات ... وينتهي النهار ...
أما الأمومة الحقيقية ... فـ جهاد يومي ..لاهوادة فيه ...الطفل ينهكها من شدّة الركض والسعي وراءه ... وإذا حذفنا من عمر الطفل تسعة شهور .... قام فيه بما يمكن من إضعاف الأم ووهنها ... غير الركلات والرياضة والسباحة ... طيلة تسعة شهور .. فالمتبقي لك ـ ياسائلتي ـ ...خمس سنوات ... هاك بعضا مما يستظرفه الناس ويشيب له العقلاء من تصرفات ( الكوتو موتو)...وأحباب الله الطيبين ..
ـ أن تجدي طفلك غيـّر خارطة المنزل ...ونقل أغراض دور الخلاء للمطبخ وبالعكس ...أو نقلهما معا إلى غرف المنزل !!
ـ أن يستمتع بسكب الطحين على الأرض ... ويعجنه بالماء... وينثره هنا أو هناك .. ويصوغ لك لوحة فنية من عجائب صنعه..
ـ أن يأخذ هاتفك المحمول ... ويغطسه بإحدى دورات المياه ...
ـ أن يحضر لك إناء العصير من الثلاجة ....ساحبا إياه حسبما كان موقعك من البيت ... ليترك خلفه آثاراً دبقة ... ليقول ببراءة وعيون ناعسة : ماما صبي لي .
ـ أن يقسم داخل نفسه إلا أن يشرب ( برادة الماء) ويظل يشرب ويسكب حتى آخر قطرة .
أن يعثر على حلوى أو علكة... فيمسح بها شعره الجميل ... ليستمتع بالدبق..
ـ أن تعثري على أدوات التجميل (خاصتك) وقد لوّن بها نفسه فـ غدا ( مهرّجا) ...
ـ يزعم أنّه قد كبر فـ (يأكل ) بالملعقة .. ويأكل جسمه معه من نفس الصحن ...تاركا خلفه ..(مجزرة) طعام .
ـ لكي يضمن أن الحليب يعاد تصنيعه ... فإنّه يسكبه ويتبرّك فيه ....
وينثر بقايا (رقيته )الخاصة على بعض الأثاث.
ـ آثار أسنانه في كل مكان يمكن قرضه ... من خشب وفلّين ... وقماش.
ـ يستمتع بصوت الأطباق المتكسرة .. ويعتقد أنّه صنع إنجازا حين يرى الحطام ..
ـ يستمتع بإهدار الثروة ... كل شيء يخيّل إليه أنّه سيسبق ( نيوتن ) في اكتشاف الجاذبية
فـ لابدّ من مشاهدة الأرز وهو يتساقط ..والسكر... وإلخ .
ـ يتمّ اكتشاف كل العالم قبل دخوله المدرسة ... ويختبر كل القوانين الفيزيائية والكيميائية ومدى صحتها
فـ يسكب السمن أو الزيت ليقوم بعمل مسبح صابوني...يبلع قطعة معدنية ... يجرّب دحش قطعة في أنفه أو أذنه ... يغلق على نفسه بالمفتاح ثمّ لايمكنه فتحه... لتحلّي لغز خروجه.
ـ هوايته المفضلة ..القفز المظلّي ... اختبار قدرته على الطيران ... فتح الأبواب وإغلاقها ..سواء أدراج المطبخ ..أو الغرف أو الخزانات ... المهم أن يختبر جودة الصانع .
ـ يظنّ أنّه محور الكون ... يستمتع بالثقة ... فلا يقوم بأعماله بالخفاء ... بل في وضح النهار ... لكي يختبر مايسمى بـ ( نبع الحنان) ..هل سيتفجر هذا النبع أم لا؟
....هذا الكائن الجميل ..(طبيعي) .. يمارس متعته بالإكتشاف والتعلم بالتجربة والخطأ...
وهذه كلها ـ ياصديقة ـ مرحلة ماقبل المدرسة .
وأما في المدرسة ...سيبتدئ عهد جديد من المغامرات والإكتشافات ... وسيبدأ عهد الأمومة يصاغ من جديد ... أعانك الله وثبّت عقلك مكانه ...
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة