الحبّ من أول نظرة
لم تركز وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال تغطيتها للقاء الذي جمع بين قائد النظام الانقلابي في مصر عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إلا على أجواء الضحك وتبادل النكات والاستلطاف المتبادل بين السيسي ومئير بن شابات مستشار الأمن القومي لنتانياهو، ونقل الزميل صالح النعامي في تقرير نشر يوم الثلاثاء الماضي عن متابعته لتغطية وسائل الاعلام الإسرائيلية للقاء بان السيسي بعدما استلطف بن شابات أخذ يتبادل معه النكات بالعربية التي يتقنها بن شابات باعتباره كان يشغل منصب قائد «لواء الجنوب» في جهاز المخابرات الإسرائيلية الداخلية «الشاباك» حتى اختيار نتانياهو له قبل شهرين ليشغل منصب مستشاره للأمن القومي، والعجيب ان هذا الحب الذي وقع من أول نظرة والاعجاب المتبادل بين السيسي وبن شابات اكد المثل العربي الشهير الذي يقول «الطيور على أشكالها تقع» فعبد الفتاح السيسي المتورط في مقتل آلاف المصريين سواء في المجازر التي جرت في أعقاب الانقلاب الذي قام به على ثورة الشعب المصري أو جرائم الحرب التي جرت لاهل سيناء من تهجير وإبادة لمدنهم وقراهم وقصف بيوت المدنيين بالطائرات وقتل العزل منهم حتى الاطفال علاوة على تصفية معارضي النظام بالاغتيال أو القنص بدعوى أنهم إرهابيون يشبه تماما ما قام به مئير بن شابات الذي كان مسؤولا قبل توليه منصب مستشار الأمن القومي لنتانياهو عن إصدار التعليمات لتنفيذ عمليات القتل والتصفية والقصف والتدمير والتخريب لقطاع غزة وسكانه، حيث انه المتسبب والمسؤول المباشر عن مقتل وجرح آلاف الفلسطينيين في غزة، علاوة على هدم وتدمير مئات البيوت بالقنابل والصواريخ.
فالاعجاب المتبادل لم يكن بين رجلي دولة وإنما كان بين مجرمين قاتلين أيديهما ملوثة بدماء الشعبين المصري والفلسطيني، واعتقد ان السيسي الذي تخرج من الكلية الحربية بعد حرب اكتوبر وخلال بدء السادات علاقاته العلنية بالإسرائيليين يفخر في لقاءاته مع الإسرائيليين انه لم يطلق رصاصة واحدة عليهم، ولم يشارك في أي من الحروب التي خاضتها الجيوش العربية ضدهم وان الرجل يقدم لهم نفسه على أنه الخادم الأمين لهم وقد أكد في خطابه أمام الأمم المتحدة انه حريص على أمن الإسرائيليين، وقد اكدت وسائل الاعلام الإسرائيلية على ان ما يقدمه السيسي لإسرائيل من خدمات يفوق ما قدمه كل عملاء إسرائيل العرب من خدمات على مر التاريخ، وقد حرص السيسي على ان يوثق تحالفه بهم حيث ان اللوبي الصهيوني على مستوى العالم هو الذي يسوق له بأموال الاماراتيين في المحافل الدولية، لذلك تقوم كثير من دول العالم باستقبال السيسي والحفاوة به ليس لأنه يقود النظام الانقلابي في مصر ولكن لأنه حليف الصهاينة وخادمهم الأمين ومن ثم فإن الحفاظ على نظامه هو جزء من الحفاظ على إسرائيل وأمنها حيث يشارك الرجل بدور أساسي في الحفاظ على أمن إسرائيل ولذلك ما ان يلتقي صهيونيا مثله حتى يقع في غرامه من أول نظرة تماما مثل لقائه مع مئير بن شابات.
المصدر : الوطن القطرية
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة