مخطط علمنة المجتمعات الإسلامية
يبدو أن خطوات كبيرة كانت قد اتخذت بالفعل قبل التسريب الذي احتواه بريد السفير الاماراتي يوسف العتيبة حول خطة لعلمنة السعودية والامارات ومصر ودول عربية وإسلامية أخرى برعاية أبوظبي وحلفائها، فأشرطة الفيديو التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي عن الاحتفالات باليوم الوطني السعودي كانت صادمة إلى حد كبير وتجاوزت كثيرا من المحرمات والممنوعات والضوابط الاجتماعية، وما حدث في السعودية يحدث أسوأ منه في مصر حيث كشف حفل الشواذ الذي جرى في مصر قبل أيام عن نشاط كبير ومنظم لتلك الفئات الفاسدة في المجتمع المصري.
وما كشف عنه لم يكن سوى رأس جبل الجليد وأن عملية تدمير هوية المجتمع وتدمير الشباب بشكل خاص وصرفهم إلى ما يدمر أخلاقهم وبناءهم النفسي. عملية تجري على قدم وساق منذ أن قام السيسي بانقلابه حتى أن أحد أهداف الانقلاب الأساسية هو تدمير الدين في نفوس المصريين وأن يصبح التدين تهمة، لقد جاء الزمان الذي أصبح يعير فيه المؤمن على إيمانه والمتدين على تدينه، أما من يجهر بالعداء للدين فأصبحت البرامج التليفزيونية مفتوحة أمامه ليبث هرطقاته وأكاذيبه وحتى فتاواه الفاسدة حتى يشغل الناس بما يبعدهم عن دينهم وأصبحت القضايا القبيحة والتافهة التي تدخل بيوت الناس كفيلة بأن تدمر ما تبقى من دين وخلق عند الناس. لقد دمرت العلمانية المجتمعات الغربية وتفشت كل الأمراض الاجتماعية في تلك المجتمعات وأصبحت تهدد وجودها فالأسرة هدمت والأخلاق لم يعد لها وجود وقبل عشرين عاما كان يطلق على المثليين الشواذ وكانوا يحاربون لكنهم الآن يتزوجون من بعضهم البعض تحت سقف الكنيسة بل وأصبح يسمح لهم بالتبني وهذا دمار للانسانية وليس للأخلاق والقيم والدين فكيف ينشأ طفل بين أبوين من جنس واحد وكيف يكون سويا في الحياة بعد ذلك، ويبدو أن الذين يقودون علمنة الدول العربية والاسلامية يريدون أن يقودوا المجتمعات الاسلامية إلى هذا المصير الأسود الذي كلما أنكره منكر أو رفضه رافض كان نبذه في المجتمع هو أقل عقاب، بينما هناك من يتربص بكل من يكتب تغريدة أو يبدي رأيا رافضا ليكون السجن مصيره بل أصبح الصمت عن تأييد العلمنة أمرا يوجب الاعتقال والسجن للصامتين في بعض الدول. إن خطط إفساد المجتمعات الاسلامية تبدأ للأسف من حيث بدأ الغرب حتى تنتهي إلى حيث انتهوا شبرا بشبر وذراعا بذراع، بهدف تدمير المجتمع وتدمير الوزاع الديني في حياة الناس وتدمير الإنسان، ولأن هؤلاء الذين يقودون المجتمعات الاسلامية نحو العلمنة ليسوا سوى أدوات في أيدي أعداء الأمة، فإنهم يدركون أنهم إذا دمروا الوازع الديني عند الناس فإنما يهدمون البناء الإنساني الذي تماسك به المجتمع الاسلامي وتميز به عن كل المجتمعات الأخرى على مر العصور، لكن ما يطمئن الإنسان المسلم هو أن ما يجري ليس سوى زبد سيذهب جفاء ولن يمكث في الأرض إلا ما ينفع الناس ومهما أنفقوا من مليارات فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون لأنها في النهاية حرب مع الله ومن يغالب الله يغلب ولو بعد حين.
المصدر : الوطن القطرية
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة